2021-12-06 14:13:24
#جريمة_الشذوذ وعاقبتها الوخيمة
#قوم_لوط
حاصل القصة:
تدور أحداث قصة لوط عليه السلام مع قومه في منطقة تدعى (سدوم)، وهي اليوم من أراضي فلسطين المحتلة- وما حولها من القرى، يدعوهم إلى الله عز وجل، ويأمرهم بالمعروف، وينهاهم عما كانوا يرتكبونه من المآثم، وما يقترفونه من الفواحش، التي لم يسبقهم بها أحد من بني آدم، ولا غيرهم، وهو إتيان الذكور.
كيف تعامل لوط عليه السلام مع قومه !!
مهمة الداعية الأولى هي الدعوة إلى تقوى الله، والأخذ بالأساليب الحكيمة لإخراج الناس مما هم فيه من فساد وضلال، وهذا ما رأيناه في قصة لوط عليه السلام، فلم يترك وسيلة من وسائل الترغيب أو الترهيب إلا طرقها، فهو تارة يأمرهم بتقوى الله: {فَاتَّقُوا اللَّهَ} [سورة هود، الآية: 78]، وتارة ينكر عليهم فعلتهم الشنعاء: {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ} [سورة العنكبوت، الآية: 28]، وتارة يرغبهم بسلوك جادة الصواب: {قَالَ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ} [سورة الحجر، الآية: 71]. وتارة يلتجئ إلى الله بالدعاء: {قَالَ رَبِّ انصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ} [سورة العنكبوت، الآية: 30].
تمنى أن تكون له قوة باطشة، تردع قومه عن منكرهم، وتردهم عن باطلهم. وأنه لا بأس على المسلم أن يستعين بغيره لنصرة الحق الذي يدعو إليه، ولخذلان الباطل الذي ينهى عنه، هذا ما نفهمه من قوله سبحانه: {قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ} [سورة هود، الآية: 80].
وصف القرآن الكريم لفعلهم الشنيع بأوصاف ثلاثة:
أولها: قوله تعالى: {بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ} [سورة الأعراف، الآية: 81].
ثانيها: قوله سبحانه: {بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ} [سورة الشعراء، الآية: 166].
ثالثها: قوله عز وجل: {بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} [سورة النمل، الآية: 55].
ومجموع هذه الأوصاف يدل على أنهم كانوا مصابين بفساد العقل، وانحراف الفِطَر، وتجاوز الحدود التي ترتضيها النفوس. وهذا يفيد أن النفوس البشرية عندما تنتكس وترتكس، تصل في مجاهرتها بإتيان الفواحش إلى ما لم تصل إليه بعض الحيوانات.
الجزاء من جنس العمل:
اقتضت حكمة الله سبحانه أن تكون عقوبته العادلة للمجرمين متناسبة مع جرائمهم وقبائحهم، فقد عاقبهم الله بأربع عقوبات نظير جرم فعلهم فقد طمس الله على أعينهم (وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ)[سورة القمر 37] ، وأخذتهم الصيحة وجُعل عاليها سافلها وأمطر عليهم حجارة (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ * فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ) [سورة الحجر 73 - 74] ، ويختم القرآن محذرا في موضع آخر لمن أتى فعلهم (وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ) [سورة هود 83].
مركز تفسير للدراسات القرآنية "بتصرف"
ا•┈┈┈••✦✿✦••┈┈┈•ا
✿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَة✿
https://ⓣelegram.me/Islamic_History
50 views11:13