2022-05-26 16:24:50
[وَ مَا أَدراكَ مَا الجُمُعَة ٤ ]
إعادةُ نَشر
في الجُمعةِ تختلِفُ القوانينُ الإلهيَّة
ممَّا حثَّ عليهِ اللهُ و آلُ اللهِ هوَ التعجيلُ في فِعلِ الخيرِ و عدمُ تأخيرِه و إن بَدا قليلًا، فقد ورد عن نبيِّنا الأعظمِ صلى اللهُ عليهِ و آلهِ:
«إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ مِنَ الْخَيرِ مَا يُعَجَّل»، و عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ كَانَ أَبِي يَقُولُ
«إِذَا هَمَمْتَ بِخَيْرٍ فَبَادِر فَإِنَّكَ لَا تَدرِي مَا يَحدُثُ».
فإِمَّا أن يعنيَ الإمامُ فإنَّك لا تَدري ما يحدثُ
إن فعلتَ ففي ذلكَ
ترغيبٌ في عطاءِ الله، و هذا يُفهمُ من مثل هذه الرواية عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: «مَنْ هَمَّ بِخَيْرٍ فَلْيُعَجِّلْهُ وَ لَا يُؤَخِّرْهُ فَإِنَّ الْعَبْدَ رُبَّمَا عَمِلَ الْعَمَلَ فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى
قَد غَفَرتُ لَكَ وَ لَا أَكْتُبُ عَلَيْكَ شَيْئاً أَبَداً ...»، أو ..
أن يعنيَ الإمامُ فإنَّك لا تَدري ما يحدثُ
إن لم تفعَل ففي ذلكَ
ترهيبٌ من سلبِ التَّوفيقِ له؛ وردَ عن إمامِنا الباقرِ أَبِي جَعْفَرٍ ع يَقُولُ: «مَنْ هَمَّ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَيْرِ فَلْيُعَجِّلْهُ فَإِنَّ كُلَّ شَيْءٍ فِيهِ تَأْخِيرٌ
فَإِنَّ لِلشَّيْطَانِ فِيه نَظرَة»، أو ...
أن يعنيَهما جميعًا، إذ لا مانِع.
إلَّا أنَّ اللافتَ في الأمرِ أنَّ هذا الحثُّ يتبدَّلُ -في الجملة- عظَمةً و كرامةً لسيِّدِ الأيامِ الجمعةِ، فالذي حثَّنا على التعجيلِ في الخيرِ و عدمِ تأخيرِه هو ذاتُه
يحثُّنا على تأخيرِ بعضِ الخيرِ إلى الجمعة، فعَنِ الْبَاقِرِ ع:
«إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَتَصَدَّقَ بِشَيْءٍ قَبْلَ الْجُمُعَةِ أَخِّرْهُ إِلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ».و عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي رَجُلٍ يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ شَيْئاً مِنَ الْخَيْرِ مِثْلَ الصَّدَقَةِ وَ الصَّوْمِ وَ نَحْوِ ذَلِكَ قَالَ:
«يُسْتَحَبُّ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَ الْعَمَلُ فِيهِ يُضَاعَفُ».
في الجُمعةِ تختلِفُ القوانينُ الإلهيَّة! حتَّى كأنَّ اللهَ جلَّ و عَلا
يُحبُّ من الخيرِ ما يُؤخَّر إذا كانَ إلى يومِ الجمعة! و كأنَّ المؤمِن
يُعصمُ من نظرةِ الشيطانِ في ذلكَ الخيرِ إذا نَوَى تأخيرَهُ إلى الجمعة! و في ذلكَ بيانٌ جَليٌّ
لعظَمةِ الجمعة الذي يُحبُّ اللهُ أن يُعملَ فيهِ، و
لكرامةِ المؤمنِ إذ يُضاعِفُ اللهُ لهُ فيهِ الأعمال؛ عن الصَّادِقِ ع:
«الصَّدَقَةُ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِأَلْفٍ وَ الصَّدَقَةُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِأَلْفٍ».
بل إنَّ نبيًّا مستجابَ الدَّعوةِ كيعقوبَ عليهِ السلامُ
يؤخِّر استغفارَهُ لبَنِيهِ -و هو خيرٌ- إلى سَحَرِ ليلةِ الجمعةِ، كما جاءَ ذلك في تفسير العياشي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ {سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي} قَالَ:
«أَخَّرَهُمْ إِلَى السَّحَرِ لَيْلَةَ الْجُمُعَة» و الأعجبُ مِن ذلكَ كُلِّه أنَّ
اللهَ سبحانَه الذي لا يُعجِزُه شيءٌ قَد يؤَخِّر قضاءَ حاجةِ عبدِه المؤمنِ -كرامةً لهُ- إلى يومِ الجمعة، كما جاءَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع:
«إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَدْعُو فِي الْحَاجَةِ فَيُؤَخِّرُ اللَّهُ حَاجَتَهُ الَّتِي سَأَلَ إِلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ لِيَخُصَّهُ بِفَضْلِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ...».
فَمَا أَدراكَ مَا الجُمُعَة، وَ مَا أَدراكَ مَا الجُمُعَة
اللهمَّ عَرِّفنا الجمعةَ و عَرِّفنا حقَّه و حُرمتَه، و ارزقنا فيهِ ذِكرَك و شكرك و الرغبةَ إليكَ و الإنابةَ و التوبةَ و التوفيقَ لما وفَّقتَ له محمدًا و آلَ محمدٍ صلواتُك عليهم أجمعين.
راجع:
وَ مَا أَدراكَ مَا الجُمُعَة ١
راجع:
وَ مَا أَدراكَ مَا الجُمُعَة ٢ راجع:
وَ مَا أَدراكَ مَا الجُمُعَة ٣ إن وجدتُم هذا المنشورَ نافعًا، فتفضَّلوا بنَشرِه في القنواتِ و المجموعات .
عظَّمَ اللهُ أجورَكم باستِشهادِ إمامِنا الصّادِق ص، و أسألُكمُ الدعاءَ و الزيارَة
#عظمة_الجمعة #الجمعة #تعجيل_الخير
الخميس ٢٦ شوَّال ١٤٤١هـ
عَبدُ الزَّهرَاء
«فَوائِدُ كاظِميَّة»
«رَاسِل الفَوائِد»
«الاستِخارَةُ بالسُّبحَة»
«حِسابُنا في الإنستغرام»
183 viewsedited 13:24