2022-06-02 16:07:16
[وَ مَا أَدراكَ مَا الجُمُعَة ٥ ]
إعادةُ نَشر
ضِيافةُ الجمعةِ الإلهيَّة: في دارِ الدُّنيا.
قد اختار اللهُ جلَّ و عَلا الجمعةَ و اصطفاهُ من بينِ الأيام
كما اختارَ شهرَ رمضانَ من الشهورِ و ليلةَ القدرِ من الليال، فعن مولانا الصادقِ جعفرِ بن محمدٍ صلوات الله عليه:
«إِنَّ اللَّهَ اختَارَ مِنْ كُلِّ شَيءٍ شَيئاً، فَاختَارَ مِنَ الأَيَّامِ يَومَ الجُمُعَةِ»، و إذ اختاره -و هو تعالى العليمُ الحكيمُ- فقد خصَّهُ بما لم يخصَّ بهِ غيرَه من الأيامَ!
فجعلَ مائدةَ ضيافتِه في الجمعةِ للمؤمنينَ
مُوسعَة، و خزائنَ كرَمِه التي لا تنفَدُ للطالبينَ فيه
مُشرَعة، و كأنَّ الجمعةَ جلوَةٌ لشهرِه الأكبرِ
بل منهُ بضعة، و قد أشرنا إلى شيءٍ من ذلكَ في رسالتِنا
[وَ مَا أَدراكَ مَا الجُمُعَة ١ ] المُعنوَنةِ بـِ: «
الجُمُعةُ سلوةُ المؤمِن الحَزنانِ عن شهرِ رمضانَ»، فليراجع.
و صارَت
جميعُ ساعاتِ ليلتِه بحُكمِ سَحَرِ سائرِ الليال من حيثُ النِّداء الإلهي، و قد جاءَ هذا المعنى في أكثر مِن روايةٍ، إحداها ما جاء عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ:
«إِنَّ اللهَ تَعَالَى لَيَأْمُرُ مَلَكاً فَيُنادِي كُلَّ لَيلَةِ جُمُعَةٍ مِن فَوقِ عَرْشِهِ
مِنْ أَوَّلِ اللَّيلِ إِلَى آخِرِهِ أَ لا عَبدٌ مُؤمِنٌ يَدعُونِي لآِخِرَتِهِ وَ دُنيَاهُ قَبلَ طُلُوعِ الفَجرِ فَأُجِيبَهُ أَ لَا عَبدٌ مُؤْمِنٌ يَتُوبُ إِلَيَّ مِن ذُنُوبِهِ قَبلَ طُلُوعِ الفَجرِ فَأَتُوبَ إِلَيهِ أَ لَا عَبدٌ مُؤمِنٌ قَد قَتَّرتُ عَلَيهِ رِزقَهُ فَيَسأَلَنِي الزِّيَادَةَ فِي رِزقِهِ قَبلَ طُلُوعِ الفَجرِ فَأَزِيدَهُ وَ أُوَسِّعَ عَلَيهِ أَ لَا عَبدٌ مُؤمِنٌ سَقِيمٌ فَيَسأَلَنِي أَن أَشفِيَهُ قَبلَ طُلُوعِ الفَجرِ فَأُعافِيَهُ أَ لَا عَبدٌ مُؤمِنٌ مَغْمُومٌ مَحبُوسٌ يَسأَلُنِي أَن أُطلِقَهُ مِن حَبسِهِ وَ أُفَرِّجَ عَنهُ قَبلَ طُلُوعِ الفَجرِ فَأُطلِقَهُ وَ أُخَلِّيَ سَبِيلَهُ أَ لَا عَبدٌ مُؤمِنٌ مَظلُومٌ يَسأَلُنِي أَن آخُذَ لَهُ بِظُلامَتِهِ قَبلَ طُلُوعِ الفَجرِ فَأَنتَصِرَ لَهُ وَ آخُذَ بِظُلامَتِهِ قَالَ
فَلَا يَزالُ يُنادِي حَتَّى يَطلُعَ الفَجرُ».
و لو بلَغَنا عن معدِن العِلمِ صلواتُ اللهِ عليهِم خبرٌ واحدٌ مُرسلٌ أنَّهم قالوا في الجمعةِ كما في شهرِ رمضانَ أنَّ الشَّقيَّ مَن حُرِمَ غفرانَ الذنوبِ فيهِ،
لما كانَ في شيءٍ من ذلكَ عجَبٌ! كيف و قد بلغَتنا هذِه الكلماتُ
النبويَّة المحمديَّةُ عن مولانا الرضا:
«إِنَّ يَومَ الجُمُعَةِ سَيِّدُ الأَيَّامِ يُضَاعِفُ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِيهِ الحَسَنَاتِ وَ يَمحُو فِيهِ السَّيِّئاتِ وَ يَرفَعُ فِيهِ الدَّرَجَاتِ وَ يَستَجِيبُ فِيهِ الدَّعَواتِ وَ يَكشِفُ فِيهِ الْكُرُباتِ وَ يَقضِي فِيهِ الحَاجَاتِ العِظَامَ وَ هُوَ يَومُ الْمَزِيدِ للهِ فِيهِ عُتَقاءُ وَ طُلَقاءُ مِنَ النَّارِ
مَا دَعَا اللهَ فِيهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَ عَرَفَ حَقَّهُ وَ حُرمَتَهُ إِلَّا كانَ حَتماً عَلَى اللهِ أَن يَجعَلَهُ مِن عُتَقَائِهِ وَطُلَقائِهِ مِنَ النَّارِ ...»، و للحديثِ تتِمَّة إن شاءَ الله.
و لو أرادَ المؤمِنُ أن
يشغلَ تمامَ ساعاتِ الجمعةِ الأربع و عشرينَ بما وردَ عنهم من صلواتٍ و أدعيةٍ و أوراد، و أعمالٍ عباديَّةٍ أخرى
لاستطاع! فبابُ مضاعفةِ الحسناتِ و محوُ السيِّئات و رفعُ الدرجات و الغفرانِ و العتقِ من النارِ- مفتوحةٌ،
و ما على المؤمنِ إلَّا أن يدخٌلَها.و أختِم بكلماتٍ
مَولوِيَّةٍ عَلَويَّةٍ لا تبعَثُ في المؤمِنِ العزيزِ سِوى الأمَل، فقد جاءَ عنه صلواتُ اللهِ عليهِ و آلِه:
«إِنَّ اللهَ اختَارَ الجُمُعَةَ فَجَعَلَ يَومَهَا عِيداً وَ اختَارَ لَيلَهَا فَجَعَلَهَا مِثلَهَا وَ إِنَّ مِن فَضلِهَا
أَن لَا يُسأَلَ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ يَومَ الجُمُعَةِ حَاجَةً إِلَّا استُجِيبَ لَهُ وَ إِنِ استَحَقَّ قَومٌ عِقَاباً فَصَادَفُوا يَومَ الْجُمُعَةِ وَ لَيلَتَهَا صُرِفَ عَنهُم ذَلِكَ وَ لَم يَبقَ شَيءٌ مِمَّا أَحكَمَهُ اللهُ وَ فَصَّلَهُ إِلَّا أَبرَمَهُ فِي لَيلَةِ جُمُعَةٍ ...».
اللهُمَّ صلِّ على مُحمَّدٍ وَ آلِ مُحمَّدٍ وَ اجعَلنا فِي هذِهِ الجُمُعَةِ مِن عُتَقائِكَ مِن جَهَنَّمَ وَ طُلَقائِكَ مِنَ النَّارِ وَ سُعَداءِ خَلقِكَ بِمَغفِرَتِكَ وَ رِضوَانِكَ يَا أَرحَمَ الرَّاحِمِين.
اللهُمَّ إنَّا تعَوَّذنا بِكَ مِن شَرِّ ما هوَ علينا مكتُوبٌ فاصرِف عنَّا ما هوَ أعظَم مِنهُ، بحقِّ أوليائِكَ الطاهِرينَ صلواتُكَ عليهِم أجمَعين.
راجع:
وَ مَا أَدراكَ مَا الجُمُعَة ١
راجع:
وَ مَا أَدراكَ مَا الجُمُعَة ٢ راجع:
وَ مَا أَدراكَ مَا الجُمُعَة ٣ راجع:
وَ مَا أَدراكَ مَا الجُمُعَة ٤ حبَّذا النَّشر
.
#عظمة_الجمعة #الجمعة #الضيافة_الإلهية
٣ ذو القعدة ١٤٤١هـ
عَبدُ الزَّهرَاء
«فَوائِدُ كاظِميَّة»
142 viewsedited 13:07