2022-06-15 13:05:00
[التَّوَجُّهُ في الصَّلاة]
جزء ٢/٢
ثمَّ لا تنسَ أنَّ "لكلِّ أجَلٍ كتابٌ" و أنَّكَ كما أخرجَكَ اللهُ من هذهِ الأرضِ، فإنَّهُ إليها مُعيدُكَ و لو بعدَ حينٍ، و ذلكَ معنى السجدةِ الثانيةِ، فاذكر فيها حالَكَ و أنتَ في برزخِكَ، حيثُ ثوابٌ و عقابٌ، و اذكر المرويَّ عن إمامنا الصادقِ: «وَ اللَّهِ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ إِلَّا الْبَرْزَخ» إذِ الشفاعةُ حينئذٍ محدودةٌ، و اذكر أنَّ أوَّلَ ما تُسألُ عنهُ من الفروعِ صلاتُكَ هذهِ التي هي عمودُ دينِك، فإن قُبِلَت قُبِلَ ما سِواها من الفروعِ، و إلا رُدَّت و رُدَّ ما سِواها، فاللهَ اللهَ في صلاتِكَ بعدَ عقيدتِك و ولايتِك لمحمدٍ و آلِه و براءتِك من أعدائِهم.
و رفعُ رأسِكَ من السجدةِ الثانيةِ فاعلم أنَّ اللهَ يُخرِجكَ من هذه الأرضِ تارةً أخرى ليومِ البعثِ إلى جنَّةٍ أو نارٍ بعدَ حسابٍ، و ذلكَ يومٌ لا ينجُو فيهِ إلا المؤمنُ صحيحُ المعتقَدِ، بعدَ تطهيرِه من ذنوبِه في دارِ الدنيا بالبلايا و الرزايا، و حينَ الموتِ و في البرزخِ، و حتى في عرصاتِ القيامةِ بأنواعِ شدائدِها، أو يحظى بشفاعةِ محمدٍ و آلِه صلواتُ اللهِ عليهم.
و إذ علِمتَ أن لا نجاةَ إلَّا بعقيدةٍ صحيحةٍ، فاعرِض عقيدتَك في تشهُّدِك في كلِّ صلاةٍ تصلِّيها، و اشهد له جلَّ و علا بالوحدانيَّةِ، و لحبيبهِ المصطفى بالعبوديَّةِ و الرسالةِ، و لآلِه بالولايةِ بالصلاةِ عليهِ و عليهم، و اجلس مُتورِّكًا جالسًا على فخذِكَ اليُسرى، واضعًا ظهرَ قدمِكَ اليُمنى على بطنِ اليُسرى، و تأويلُ ذلكَ عن أميرِ المؤمنينَ ص «اللَّهُمَّ أَمِتِ الْبَاطِلَ وَ أَقِمِ الْحَق».
الثاني: استحضارُ النيَّةِ عند كلِّ فعل.
تعلمُ أنَّ الصلاةَ عبادةٌ يشترطُ فيها نيَّةُ القُربةِ إلى اللهِ تعالى، و أنها -يعني الصلاة- مركَّبةٌ من مجموعةِ أفعالٍ، تفتتَح بتكبيرةِ الإحرامِ و تختتَم بالسلام.
فمنَ النافعِ في المقامِ أن تستحضرَ أيُّها المصلِّي نيَّةَ القربةِ عند كلِّ فعلٍ من أفعالها، الواجبِ منها و غيرِ الواجبِ، فبعدَ أن تدخُلَ في حريمِ الصلاةِ بتكبيرةِ الإحرامِ، و قبلَ الاستعاذةِ من الشيطانِ الرجيمِ، تنوي في قلبِكَ أنَّكَ تستعيذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيمِ قربةً إلى اللهِ تعالى.
و بعدَها تنوي أن تقرأَ سورةَ الفاتحةَ قربةً إلى اللهِ تعالى فتقرأَها، ثمَّ تستحضرُ نيَّةَ القربةِ أيضًا لقراءةِ السورةِ الثانية المعيَّنة، و هكذا للتكبيرِ قبلَ الركوعِ، ثمَّ للركوعِ نفسهِ، فذكرُ الركوعِ، فالقيامُ منه، فقولُ «سمعَ اللهُ لمَن حَمِدَه»، فالتكبيرُ، فالهُويُّ إلى السجودِ، فالسجودُ، فذكرُ السجودِ، فرفعُ الرأسِ منه، ... و هكذا تنوي القربةَ قبلَ كلِّ فعلٍ مهما أمكن، حتى تنتهي الصلاةُ بالسلام.
و هذان الأمرانِ يحتاجانِ إلى درجةٍ من التَّرَوِّي في الصلاةِ -و لا سيما في بادئِ الأمر-، و إلى ممارسةٍ كثيرةٍ، حتى يصلَ المصلِّي إلى حيثُ لا يكادُ ينشغلُ بأمرٍ غيرِ الصلاةِ و معانيها، من أوَّلِ ما يلجُ فيها و حتى يخرجَ منها.
بعدها قال أنَّه سوف يجرِّبُ ذلك، و شكرَنِي و جزَّاني خيرًا، و افترقنا، و بعدَ يومينِ أو ثلاثةٍ اتَّفقَ أن رآني أيضًا و الفرحُ بادٍ عليه، و قالَ لي: «صرتُ أدعو لكَ بعد كلِّ صلاةٍ أصلِّيها، فإنَّ ما ذكرتَهُ نفعَني كثيرًا، فجزاكَ اللهُ خيرًا و رحمَ اللهُ والديك».
غفرَ اللهُ لي و لهُ و لكم، و جعلني و إيَّاكم من المُصَلِّينَ، و ما المصلُّونَ إلَّا شيعةُ أميرِ المؤمنينَ عليِّ بن أبي طالبٍ صلواتُ اللهِ عليهِ و آله!
#تحفة_رضوية #زيارة_الرضا #الصلاة #التوجه
السَّبت ٦ شَعبانُ المعظَّم ١٤٤٢هـ
عَبدُ الزَّهرَاء
«فَوائِدُ كاظِميَّة»
«رَاسِل الفَوائِد»
«الاستِخارَةُ بالسُّبحَة»
«حِسابُ الإنستغرام»
136 viewsedited 10:05