2022-06-21 23:02:01
ــــــــــــــ❁﷽❁ـــــــــــــــ
الحلقة.166.tt
قصة.الإفك.3.tt
الشيخ.صالح.الخليفة.tt
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه.
أما بعد،
هذا الدرس السادس والستون بعد المئة الأولى في سيرته صلى الله عليه وسلم..
ما زلنا في قصة حادثة الإفك لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها. ووقفنا في الدرس الماضي عندما خرجت أم المؤمنين عائشة وأم مسطح لقضاء الحاجة.
فأقول مستعينا بالله:
فعادت إلى بيتها -بيت النبي صلى الله عليه وسلم-، وازداد بها المرض. قالت: ولم أنكر شيئا من النبي صلى الله عليه وسلم؛ -ما لاحظت أي تغير- إلا أنه كنت إذا مرضت يواسيني، فكان إذا دخل بعد هذا الخبر يقول: كيف تيكم؟ أي كيف تلك؟
المهم.. استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم أن تذهب إلى بيت أهلها فأذن لها. فلما ذهبت بدأت تعاتب أمها، وتقول: يا أمتاه، ماذا يتحدث الناس عني؟ فتقول: يا بنية، هوني عليك، فوالله لقل ما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها إلا وكان لها ضرائر حساد.
قالت رضي الله عنها: فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم. -ما عاد وقف دمعها، ولا اكتحلت بنوم-..
قالت أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها: فأصبحت، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد، فسألهما عن الأمر، يستشيرهما. فقال أسامة بن زيد: يا رسول الله، والله لا أعلم إلا خيرا.. وعلي رضي الله عنه وأرضاه لما رأى حزن النبي صلى الله عليه وسلم وهمه، أراد أن يخفف عنه، فقال: يا رسول الله، النساء غيرها كثير. وإن تسأل الخادم تصدقك.
فجاؤوا بالخادمة -واسمها بريرة-، فسألها النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: والذي بعثك بالحق ما أعلم عنها إلا خيرا، إلا أنها وهي جارية صغيرة، لما كانت جارية تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله. أي الدجاج..
بعد ذلك صعد النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر، وقال: أيها المسلمون، من يعذرني في رجل يتكلم في أهلي، والله ما أعلم عنهم إلا خيرا، وعن رجل من أصحابي ما أعلم عنه إلا خيرا، ولا يدخل بيتي إلا معي! فقام سعد بن معاذ سيد الأوس رضوان الله جل وعلا عليه، فقال: نحن نعذرك يا رسول الله؛ إن كان من الأوس قتلناه، وإن كان من إخواننا من الخزرج أخذناه فقتلناه.
هنا، سيد الخزرج سعد بن عبادة -من خيار الصحابة، وكلهم أخيار- لكن أخذته حمية القبيلة، فقام، فقال: كذبت، والله لا تقتله.
فقام أسيد بن الحضير مع سعد بن معاذ -وهو من الأوس- فقال: بل كذبت، أنت منافق تنافح وتدافع عن المنافقين.
فثار الحيان، وكادت أن تصبح مقتلة، حتى نزل النبي صلى الله عليه وسلم، وما زال يهدئ القوم حتى هدؤوا..
بكت رضي الله عنها، وصارت عند والديها أو كانوا عندها، وتقول رضي الله عنها: بكيت ليلتين، فجاءت امرأة من الأنصار، فاستأذنت أن تدخل فتبكي معي، فأذنت لها، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم، وجلس.. وكان أيها الإخوة، من شدة البلاء لبث شهرا كاملا لم يوح إليه صلوات ربي وسلامه عليه.
فتشهد النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: أما بعد يا عائشة، إنه بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب، فاستغفري الله وتوبي إليه؛ فإن العبد إذا اعترف ثم تاب تاب الله عليه.
تقول: فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم قوله ذلك، قلص دمعي، فما أحس منه بقطرة، -وقف الدمع- فقلت لأبي: ألا تجيب رسول الله صلى الله عليه وسلم!؟ -هي تريد من والدها أن يدافع عنها- فقال أبوها: وما أقول لرسول الله صلوات الله وسلامه عليه!؟(1)
انظر إلى البلاء؛ هذه ابنته يتكلم عليها وعلى عرضها، وهذا رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، ولا يدري ما يصنع.. هذه الابتلاءات التي تحار فيها العقول.. وكل هذا أيها الإخوة، بسبب كلمات أهل النفاق والفسق من المنافقين الذين نشروا ذلك حتى وقع فيها بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
نقف على هذا، ونكمل إن شاء الله في الدرس القادم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
--------------
(1) صحيح البخاري، 3910.
قنــاة.رحــمــة.للــعـالمـيـن.tt
سلسلة.دروس.السيرة.النبوية.tt
انتقاء.الإســلام.ديـنـي.tt
تفريغ.الأستاذ.محمد.الروحي.tt
ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
21 views20:02