2021-08-01 19:43:24
أنت ضيفي غداً في المساء
و بدأ الإعداد لإعدام الشيخ - فضل الله النوري طاب ثراه - قبل ليلة من تنفيذ الحكم و تقرر ذلك في ميدان التوبخانه ( المدفعية ) و عندما اقتيد إلى هناك نظر إلى الجموع المحتشدة ثم رمق السماء و قال : ( أُفوّضُ أمري إلى الله إنّ الله بصيرٌ بالعباد ) .
كان ميدان المدفعية يموج بالناس و كانت القوات الحكومية تدفع الجموع إلى الخلف لفتح الطريق و التفت الشيخ إلى الخلف ليقع بصره على خادمه الوفي فَصاح : ناد علي !و أسرع الخادم إليه و أصغت الجموع لما سيقول و يفعل في لحظاته الأخيرة دسّ الشيخ يده في جيبه ليخرج كيساً فيه أختام و قال لخادمه : فتّت هذه الأختام ...
و بعدها صعد الشيخ خشبة الاعدام و ألقى خطاباً أكّد فيه موقفه المبدئي :
اللهم أنت الشاهد على ما قلت ُ و أقول ، هؤلاء الملحدون خدعوا الشعب و أنّ ما فعلوه مخالفٌ للإسلام .. إن محاكمتي و محاكمتكم ستكون أمام نبي الإسلام .
و بالرغم من شيخوخته و مرضه فقد جاء خطابه قوياً شجاعاً و لم يكن متهيباً لما سيحلّ به حتى كأن المشنقة بدت ترتجف خوفاً و هيبة ، و قبل أن يوضع حبل المشنقة في رقبته جاء أحد أنصار المشروطة بورقة تتضمن تأييداً للمشروطة وقال للشيخ : وقع على هذه الورقة و انقذ نفسك من القتل !
فقال الشيخ فضل الله : لقد رأيتُ بالأمس النبي [ صلى الله عليه و آله ] و قال لي : أنت ضيفي غداً في المساء . لن أُوقّع
و بعد لحظات التفّ الحبل حول رقبته و نُفذّ الحكم و حينئذ علا التصفيق احتفالاً !! و مضى الشيخ فضل الله شهيداً من أجل موقفه المبدئي فكانت شهادته على هذا النحو درساً للأجيال .
____________________________تجارب العلماء ج٢
https://t.me/meragalrooh
619 viewsedited 16:43