2022-08-23 19:27:00
*قال ابن القيم رحمه الله :*
*والمَحبَّة المُشتركة ثلاثة أنواع:*
*أحدها: محبة طبيعية مشتركة، كمحبة الجائع للطعام والظمآن للماء وغير ذلك، وهذه لا تستلزم التعظيم.*
*والنوع الثانى: محبة رحمة وإشفاق كمحبة الوالد لولده الطفل ونحوها، وهذه أيضًا لا تستلزم التعظيم.*
*والنوع الثالث: محبة أُنس وإلف، وهى محبة المشتركين- فى صناعة أو علم أو مرافقة أو تجارة أو سفر- بعضهم بعضًا وكمحبة الإخوة بعضهم بعضًا.*
*فهذه الأنواع الثلاثة هي المحبة التى تصلح للخلق بعضهم من بعض، ووجودها فيهم لا يكون شركًا فى محبة الله سبحانه.*
*ولهذا "كان رسول الله ﷺ يحب الحلواءَ [و] العسل، وكان أحب الشراب إليه الحلو البارد، وكان أحب اللحم إليه الذراع، وكان يحب نساءه، وكانت عائشة رضى الله عنها أحبهن إليه، وكان يحب أصحابه، وأحبهم إليه الصديق [رضى الله عنه].*
*وأما المحبة الخاصة التى لا تصلح إلا لله وحده ومتى أحب العبد بها غيره كان شركًا لا يغفره الله، فهي محبة العبودية المستلزمة للذل والخضوع والتعظيم، وكمال الطاعة وإيثاره على غيره.*
*فهذه المحبة لا يجوز تعلقها بغير الله أصلًا*
طريق الهجرتين وباب السعادتين لابن القيم ص 641 ج 2
345 views16:27