زاد الطريق

2023-04-07 12:30:09 {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ}

هذه الجملة القرآنية تقرر اعتقادنا الذي هو ناتج نظرنا إلى الكون، فكيف ننظر إلى هذا الكون؟

ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق، والمعنى:

•• أن هذه السماوات العظيمة والأرض المليئة بالآيات خلقها الله لحكمة عظيمة لا تقبل التغيير، وهي: إظهار الحق، بمعنى الاستدلال بكل شيء فيهما على عظمة الله، على صفات الله، تنظر لأفعال الله فتعرف الله، تنظر إلى جبال شاهقة فتتعجب من ثباتها، تنظر إلى سحاب سائر فتتعجب من سيره، ترى في الأرض بهائم عظيمة الخلقة وترى في السماء طيورا أخف ما يكون.

•• ثم من نظر في خلق السماوات والأرض وجد شيئا مهما عظيما، وهو أن كل شيء موضوع في مكانه: يخلق الطائر خلقة تناسب طيرانه، ويخلق الجمل خلقة تناسب وظيفته، وتخلق الجبال خلقة تناسب وظيفتها، فكل شيء موضوع بحكمة عظيمة، فيتساءل: أين موضع الإنسان في هذا الأمر؟

إن كان عاقلا فلابد أن يقول:

هل يعقل أن يوضع كل شيء في مكانه بحكمة عظيمة؛ ثم يبقى هذا الإنسان الذي من أجله وضعت هذه الأشياء وسخرت دون أن يوضع في مكانه الصحيح؟
هل يموت الظالم ظالما والمظلوم مظلوما ولا يوضع كلٌّ في مكانه؟!!


من ينظر في طريقة خلق السماوات والأرض يأبى أن يقبل أن يكون كل شيء في مكانه وأهم فرد في هذه المخلوقات ليس في مكانه، ولذلك أخبر عز وجل أنه ما خلق السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق، ومن الحق أن الساعة آتية ليجازى فيها المحسن والمسيء:{وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ}.

قواعد تربوية ١٤ باز کردن / نظر دهید

2023-04-07 11:15:48 العلم حياة الروح وروح الحياة

العلم سبب لشفاء ما في الصدور من علل وأمراض، والفوز بالقلب السليم، والوصول بسلامة إلى رب العالمين.

سبب للنجاة في الدنيا والآخرة.

  العلم سبب الاستقامة على الصراط المستقيم، وسبب النجاة في الدنيا والآخرة.

لابد أن نشعر بقيمة هذا العلم بالحق الذي جاء به نبينا ﷺ، ولا بد أن نتيقن أنه هو غذاء الروح، وأن فقدانه يعني فقدان روح الحياة، فالعلم حياة الروح وروح الحياة.

كيف يمكن أن يفقد العلم؟

يفقد العلم بانصراف السالكين في طريق الحياة عنه، ينشغلون عنه فلا يربون أنفسهم بهذا العلم المنزّل، وكلٌّ يركب هواه في التقبيح والتحسين، أو يستورد من غيره ما يربي به نفسه.
ويفقد العلم بإهمال أهله له حتى يفقدوه.

لماذا يهمل العلمَ أهلُه حتى يفقدوه؟ 

من أسباب حصول هذا عدم النجاح في الاختبار، فالناس يختبرون في العلوم التي رزقوها، وقد أخبرنا عن ذلك رب العالمين في سورة الأنعام، فقال:

{وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ}.

بين لنا ان الأنبياء يختبرون بمن يشوش على الحق - وكذلك يختبر أتباع الأنبياء بهذا- حتى لا يستطيع الخلق التمييز بين الحق والباطل، ثم يكسل الخلق عن طلب الحق، ثم يركب الخلق أهواءهم أو أهواء غيرهم ويعتقدون أنهم يربون أنفسهم أو يهذبونها وهم في الحقيقة إما ناصرون لأهواء أنفسهم أو لأهواء غيرهم، فالله الله بالعلم!

الله الله بالعلم نتعلمه وننشره ونربي أنفسنا عليه، ويذكر بعضنا بعضا به.

الله الله بالإنفاق على العلم وبالبحث الصادق الجاد عن طرقه.

وكل هذا سيكون  في ميزان الحسنات، وستجده نورا يوم القيامة بإذن الله، وكل هذا سيصلح الإنسان، ويصلح ذريته، ويصلح مجتمعه بإذن الله.


قواعد تربوية ٨ باز کردن / نظر دهید

2023-04-06 21:50:32 باز کردن / نظر دهید

2023-04-04 22:14:16 الناس في الصبر أنواع، فمنهم:

•• المتصبر، وهو الذي يحاول أن يصبر لله، فينجح مرة ويفشل مرة.

••والصابر، وهو الذي يصبر لله وبمعونة من الله، فلا يتسخط، لكنه قد يشتكي.

•• والصبار، وهو كثير الصبر لله وبمعونة من الله.  

ما الذي يفعله المؤمن ليصل لوصف الصبار ؟

الجواب:

يذكر نفسه دائما بأيام الله التي مرت عليه في حياته:

كم  من أمور تعسرت ويسرها الله؟!
كم مرضت وشفاني الله؟!
كم وقعت في كرب ونجاني الله؟!
كم حملت هم طاعات وأعانني الله؟!

فإن لم يجد له ذاكرة من أيام الله في حياته ذكر نفسه بأيام الله في قصص الأنبياء، كيف ابتلاهم الله، ثم فرج عليهم الله.

يذكر نفسه بالقصة الكاملة التي بدايتها الضيق ونهايتها الفرج، وليس كالذي له ذاكرة من حديد تجاه الأحزان، ثم تخونه الذاكرة عند تذكر العطاء.


من لقاء قواعد تربوية ١٣ باز کردن / نظر دهید

2023-04-04 20:33:30 {وَذَكِّرۡهُم بِأَیَّىٰمِ ٱللَّهِۚ إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّكُلِّ صَبَّارࣲ شَكُورࣲ﴾ [إبراهيم ٥]

كما أن أيام الله بالنسبة إلى الأمم أيام؛ فكذلك أيام الله في حياتك أيام .
أيام تحصل فيها شدة، ثم يتعقبها الفرج.

أيام عصيبة تكون في حالة ضعف ثم يفرجها الله.

أيام الله هي تلك القصة الكاملة التي مررت بها فكان في بدايتها الضيق وفي نهايتها الفرج، فلا تركز على بدايات الضيق وتنسى نهايات الفرج.

ركز  نظرك على نهايات الفرج لتتقوى أمام ما سيمر عليك في مستقبل الأيام، حينئذ فقط تكون أيام الله لك آيات.

اصنع ذاكرتك من (أيام الله) واغلب اليأس والهموم والآلام.

لا تصنع ذاكرة عن الأحزان والمصائب مقطوعة عن لطف الله؛ كما لو كنت خبرا إعلاميا  لا يسعى إلا لتركيز المشاعر على الأحزان والآلام!

ذكر نفسك كيف كانت أيام الضيق، وكيف نقلها الله إلى الرخاء؛ حتى إذا جاءك يوم عسرة وجدت ذاكرة حسنة عن أيام الله تخرجك من ضيق اليأس إلى سعة الأمل!

وإن سارع الشيطان إلى حظه منك، وسابق إلى صيده في عكر مائك، يتشمم ضعفك، ويلقي عليك أنواع المخوفات، حتى ليكاد ينطق على لسانك:
  الوضع الآن أصعب!
الظروف الآن مختلفة!
المخارج الآن مسدودة!

حين يفعل هذا بك، وسيفعل هذا بك؛ فلا تلقِ له بالا، ولاترفع له رأسا،  وقل بصوت يسمعه فؤادك:

كما نجاني الرحمن من الكرب الماضي، أيضا من هذا الكرب  سينجيني.
هو ربي ومن شأن ربي أن يتولى شؤوني.

وإن أتاك الشيطان يذكرك بمن مُنِع من الناس قبلك؛ فأره أنه قد أبعد النجعة؛ فلست من صيده!

أره أنه قد أخطأ التسديد والرماية، وقل بصوت تسمعه فؤادك:
كم في منع الله من عطايا وترقيات للإيمان يعلمها أصحابها الصابرون!

لاتنشغل في وقت الضيق بظاهر الصورة؛ بل انفذ منها  إلى لبها، فكم قربتك الشدة من الله، كم ناجيته، وكم دعوته، وكم شعرت بقربه، حتى إذا ما انتهى الاختبار أشرقت على أيامك شمس الفرج.

أما إن لم تجد لديك ذاكرة عن تجارب سابقة فرج الله بها عنك؛ فابنِ لنفسك ذاكرة بأيام غيرك:

ذكرها بأيام الأنبياء والمرسلين والسلف الصالحين:
انظر كيف خرج موسى- عليه السلام - خائفا يترقب، وكيف نجاه الله وأعطاه!

تذكر يوسف، فتى في غيابت الجب كيف أصبح على خزائن الأرض!

تذكر مريم، تذكر زكريا، تذكر إبراهيم عليهم الصلاة والسلام.

تذكر نبيك محمدا ﷺ كم قاسى؛ ثم لم يلبث أن فتح الله له البلاد وقلوب العباد، ثم لم يقبضه الله إلا مبتسما قرير العين بمرأى أصحابه يقيمون دين الله !

 
اصنع عاداتك في التفكير،
إن لم تستطع رؤية المنحة في المحنة فلا أقل من التركيز على الفرج؛ واجعل ذلك زادك تستعمله أمام كل الصعاب، فلا تصل لليأس الذي يشل القلب والأطراف عن الحركة والحياة!

الحياة يومان لا ثالث لهما يوم صبر ويوم شكر، فكن أنت (الصبار الشكور)

(الصبار) يأتي لنفسه بالأمل مما مضى من أيام الله فيه، وفي غيره،
وكذلك يفعل (الشكور): يذكر نفسه بأن ما هو فيه من رخاء إنما هو من عطية الله.

ولاتنس أن في التذكير آيات، لكن لمن؟

لكل صبار شكور ! باز کردن / نظر دهید

2023-04-02 23:53:58 ﴿أَفَمَنۡ أَسَّسَ بُنۡیَـٰنَهُۥ عَلَىٰ تَقۡوَىٰ مِنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَ ٰ⁠نٍ}

من يبني اعماله على التقوى و طلب الرضوان من الله فليبشر، سيثبته الله، وسيرشده الله.

وهذا يحثنا على أن نراجع نياتنا في أعمالنا، نراجع أنفسنا في تربيتنا لأبنائنا، في وصلنا لأرحامنا، في الإحسان إلى جيراننا، في كل خير نقوم به.

من لقاء قواعد تربوية ١١ باز کردن / نظر دهید

2023-04-02 22:54:27 ﴿لَا تَقُمۡ فِیهِ أَبَدࣰاۚ

لَّمَسۡجِدٌ أُسِّسَ عَلَى ٱلتَّقۡوَىٰ مِنۡ أَوَّلِ یَوۡمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِیهِۚ

فِیهِ رِجَالࣱ یُحِبُّونَ أَن یَتَطَهَّرُوا۟ۚ وَٱللَّهُ یُحِبُّ ٱلۡمُطَّهِّرِینَ﴾ [التوبة ١٠٨]

هاهنا قاعدة مهمة كي لا نخسر أنفسنا، ولا نخسر التعاون على الخير:

على من يريد القيام بمشروع خير - مهما قل- أن يبذل جهده في أمرين:

١- أن لا يؤسس هذا العمل إلا على التقوى، فعند تأسيس أي بناء لابد أن تكون الأرض صلبة، والمؤمن أساس أعماله التقوى، فتكون إرادته من العمل رضا الله، وإظهار شعائر الدين، ونفع المسلمين، وما عند الله من الأجور، وأمثال هذا الإرادات السامية.

٢- احرص أن يكون الفريق الذي  تتعامل معه من أهل الإخلاص والتقوى، الذين يبذلون جهدهم في تطهير أنفسهم وتزكيتها من الأمراض وحظوظ النفس، فلا تصاحب من ينافس، ومن يمدح نفسه ويظهر عمله، فمثل هذا يعرض المشروع للانهيار.

هذان الشرطان لابد من تحقيقهما، سواء في المشاريع الصغيرة التي نقوم بها على مستوى أسرنا والمحيطين بنا، أو في المشاريع الكبيرة التي تكون على مستوى الأمة.

من لقاء قواعد تربوية ١١ باز کردن / نظر دهید

2023-04-02 22:38:32 من طبيعة النفس أنها تريد الظهور، وتشعر بالحسد حين ينافسها أحد في نفس مجال تميزها، فماذا نفعل حين نمر بمثل هذا الموقف؟

مثال: 
أنت تدعو إلى الله، وأصبح لك شأن عند من حولك، ثم جاء إلى محيطك شخص عليه سمات العلم والفهم، وبدأ يدعو إلى الله ويلقى قبولا من الناس، فشعرت بشيء من الضيق الذي يحصل عادة من النفس البشرية، فماذا تفعل؟

١- تصبر، وتحبس نفسك عن أن يخرج منك ما لايرضي الله.

٢- تدعو الله بطهارة القلب من الحسد، ومن حب الظهور.

٣- تبدأ بالدعاء لهذا الشخص بالثبات والبركة، فإن للدعاء لمن نحسده أثرا كبيرا في تطهير القلب من الحسد.


٤- تعزم في نفسك على التعاون معه لنصرة ونشر الحق.

أظهر لربك من نفسك أنك تريد أن تتطهر من الحسد، وأنك تريد أن ينتصر الحق على يد كائن من كان.

من لقاء قواعد تربوية ١١ باز کردن / نظر دهید

2023-04-02 14:23:11 ابو عامر الراهب الذي كان نصرانيا متدينا يعتبر نموذجا لمن لم يعتنق الحق للحق، إنما يعتنق الحق ليميز نفسه بالحق، ويعلو على الخلق بالحق، ومثل هذه الحالة يجري الله من الأمور مايكشفها، فلنستعذ بالله من أن نتخذ الدين معبرا للظهور على الناس.

من لقاء قواعد تربوية ١١ باز کردن / نظر دهید

2023-04-02 11:49:39 { لَوَجَدُوا۟ ٱللَّهَ تَوَّابࣰا رَّحِیمࣰا﴾ [النساء ٦٤]

أكثر مايفسد حياة الإنسان أن يثقل عليه الشيطان العودة حين يدخل في طريق غير صحيح، فكريا أو سلوكيا.

هذا التثقيل عن العودة يجعله يتمادى ويتمادى حتى ترسخ قدمه في الخطأ، فتصبح العودة تحتاج الكثير الكثير من المجاهدة.

لابد أن تعطي طريق الخطأ ظهرك، وتستقبل طريق الصواب، ثم بمجرد استقبالك لهذا الطريق تجد الله توابا رحيما، فيعينك إعانة عظيمة على الخروج من كل ما كان يظلم عليك حياتك، ويسخر لك من أسباب الثبات ما لا يخطر لك على بال، ويسكن قلبك، ويذيقك من رحمته ما قد ينسيك ما كنت فيه من معصيته، ويذيقك برد توبته، و طعم رحمته. باز کردن / نظر دهید