2022-08-26 11:55:25
#الشّيخ_رسلان
[ ( هذا رجل عقيدته من قوارير ! ) ]
قال أبو عبد الله محمّد بن سعيد رسلان - حفظه الله - :
[ أهلُ السُّنَّةِ والجماعةِ أَوْلَى النَّاسِ بِالعَمَلِ، والذي يُشَاهَدُ ويُلْحَظُ، بَل الذي يُتَيَقَّنُ أنَّ عَكْسَ هذا الأمرِ هو الواقعُ، كثيرٌ مِن أهلِ السُّنَّةِ تَسْمَعُ مِنْهُم مَقُولَةً عَجِيبَةً، يقولُ الواحدُ منهم: ما دُمتَ على المَنْهَجِ فلا يَضُرُّكَ شيءٍ !
هذا ليس مِن المنهجِ، بل هذا نَاسِفٌ للمَنْهَجِ؛ لأنَّ المنهجَ لم يُفَرِّق بين الأمورِ العقديةِ والأمورِ العِبَاديةِ، كما ترى في أصولِ اعتقادِ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ في هذا المَوْضِعِ وفي غيرِهِ، عند كثيرٍ مِن أهلِ السُّنّةِ أنهم يُوصُونَ بتحصيلِ الثَّمَرَةِ، اعتقدْتَ هذه العقيدةَ؛ تَدْفَعُكَ للعملِ، للتَّخَلُّقِ بالخُلُقِ الحَسَنِ، بأنْ تكونَ مُسلِمًا يَسْلَمُ الناسُ مِن لسانِكَ ويدِكَ، وأنْ تكونَ مُؤمنًا يأمَنُكَ الناسُ على أموالِهِم وأعراضِهِم، وأنْ تكونَ مُهاجِرًا هجَرْتَ ما نَهَى اللهُ عنه، إذا حقَّقْتَ العقيدةَ؛ اتَّصَفْتَ بهذهِ الصِّفَات.
أمَّا أنْ تَجِدَ الرَّجُلَ يقول: أنا على عقيدةِ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ، أنا على المَنْهَجِ، أنا على منهاجِ النُّبوةِ، وهو يَفْرِي أَعْرَاضَ المُسلمينَ بلسانِهِ فَرْيًا، بل يجتهدُ في النميمةِ مِن أجلِ أنْ يُوقِعَ بينَ طُلَّابِ العِلمِ، ومِن أَجْلِ أنْ يُحْدِثَ الفتنَ في كلِّ مكانٍ يحُلُّ فيه، كأنهُ داءٌ وبلاءٌ وجرَبٌ، ما أكثرَ هؤلاء –لا كَثَّرَهُم اللهُ ربُّ العالمين-.
هذا أمرٌ مَعِيبٌ، وهو دلالةٌ على أنهُ لا لَهُ في منهجٍ ولا لَهُ في عقيدةٍ.
هذا رجُلٌ عقيدتُهُ مِن قوارير، منهجُهُ مِن قوارير، هذا مَعِيبٌ، ينبغي أنْ يَنْضَحَ اعتقادُكَ عليك، يعني أنتَ إذا كُنتَ مِن أهلِ السُّنَّةِ فجاءَ مُبتدِعٌ؛ فَجَهِلَ عليك –فَسَفَهَ عليك-، فعاملتهُ بِسَفَهِهِ، ورددْتَ له الصَّاعَ صاعيْن ما الفرقُ بين مَنْهَجِكَ ومنهجِهِ؟!
النبيُّ ﷺ كان يَأتِيهِ الكافرُ فَيَخْنُقُهُ برِدائِهِ، ثم يقولُ: أعطني، فإنك لا تُعطيني مِن مالِكَ ولا مِن مالِ أبيك ويُعطيه.
يأتيه فيقول: أنتم بني عبد المُطلب قومٌ مُطْلٌ.
فَيَغْضَبُ عُمَر: مُرْنِي أنْ أضرِبَ عُنُقَهُ.
فيقولُ: أَنَا وَهُوَ أَحْوَجُ إلى غَيْرِ هَذَا مِنْكَ، تَأمُرُني بحُسْنِ الأداءِ -وهو ما جَاوزَهُ صلى الله عليه وآلِهِ وسلم-، وتأمرُهُ بحُسنِ الطَّلَبِ.
لأنَّ النبيَّ ﷺ كلُّ ما وَقَعَ مِن الصَّحَابَةِ في عَصْرِهِ إِنَّمَا وَقَعَ في حِجْرِ التربيةِ؛ ليُعَلِّمَ بهم الأُمَّةَ بعدُ.
هذه الأمورُ لا يُثَرَّبُ على الصحابةِ في مِثلِهَا، ولا يُحْمَلُ عليهم بسببِهَا، كلُّ هذه الأمور إنما وقعت في حِجرِ التربيةِ، كما وقعَ من حاطبٍ، هذا أيضًا وقعَ في حِجرِ التربية؛ لذلك يقولُ النبيُّ ﷺ: (وما يُدْرِيكَ يا عُمَر أنَّ اطَّلَعَ إلى أهلِ بدرٍ، فقال: اعمَلُوا ما شِئتُم فقَد غَفَرْتُ لَكُم).
فهو يُعَلِّمُنَا بهم - ﷺ - ]
t.me/abo_hedaifa
156 viewsedited 08:55