2023-04-22 15:44:16
رمضان انقضى.. مرّ ولن يعود إلى العام التالي، ولا ندري إن كنا سنحيا له أم لا..
والآن لا يتكرر في ذهني إلا قوله تعالى عن واحدٍ من مشاهد يوم القيامة المهولة حين يحاور أصحاب النار أصحااب الجنة.. ثم يسمعون جميعاً الصوت القاطع لكلامهم..: {فأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالْآخِرَةِ كَافِرُونَ (45)}
وأتفكر وأشفق وأغضب..
ما أقبح جرم الذين اجتهدوا بكل طاقتهم خلال الشهر ليصرفوا الخلق عن سبيل الله ويجعلوها معوجّة كما تريد أهواؤهم، أولئك الذين ما فتئوا يجتهدون ليصرفوا المسلمين عن عبادة الله في خير شهور السنة، أولئك الذين اخترعوا أسوأ القصص وتأكدوا من ظهورها بأسوأ الصور ليحقنوا النساء على شرع ربها ويحقدوا الأبناء على آبائهم ويملؤوا صدور الرجال والشيوخ والبنات والصبيان شكاً بعدالة مولاهم وحكمة شريعته سبحانه..
الظالمون الذين عملوا ما بوسعهم ليستغلوا كل ذرة عواطف وطاقة وفكرٍ في نفوس المسلمين ليبغضوهم بدينهم ويفككوهم عن مجتمعهم وأمتهم في خير الأيام، الذين كانوا يملؤون عقول وأذهان اليافعين والصغار والكبار خلال الثلاثين يوماً الماضية بأقذر ما تمكنوا من تركيبه وإصداره في شاشاتهم...
أولئك الذين اجتهدوا ليصنعوا "المسلسلات" وبرامج الاستهزاء البذيئة وفوازير التبرج والانحلال التي سعوا لملء الشاشات بها خلال الشهر الكريم..
أولئك الذين سعوا وسعوا بكل ما عندهم ليصدوا عن سبيل الله حرفياً خلال أعظم الشهور ومع خيرة شرائع الله..
أقول هذا اليوم لنتذكر كم هؤلاء ظالمون، كم هم مجرمون، كم هم سيئون، أشرار حقيقيون فعلاً وإن كانوا يجهلون أو لا يهتمون إلا بجيوبهم وأرباحهم، إنهم أعداؤكم أيها الشباب والشابات والنساء والرجال، احذروا أن تخدعكم الملابس الغالية ومساحيق التجميل والأثواب الفارهة، احذروا أن تضيعوا بعبارات الفن والرسالة وفلسفاتها الفارغة، هؤلاء يريدون صدكم عن سبيل الله لأجل شيء من الدنيا يكسبونه، انظروا لعملهم، لسعيهم، وللقصص والمواد التافهة التي يقدمونها كل عام ويشغلون بها صفحاتكم على وسائل التواصل وفكركم، بل وحتى ردود علمائكم ودعاتكم، احذروهم ودربهم ونتاجهم، انظروا نحوهم بغضب وشفقة لحالهم..
وإن كان قد فاتكم شيء بسببهم فتوبوا إلى الله واغتنموا، فإن الله يبدل سيئات التائب حسنات بفضله، واعملوا لعبادة الله رب كل الشهور والأيام والليالي، سميع الدعاء الذي له في كل ليلةٍ وقتٌ ينزل فيه إلى السماء الدنيا حين ندعوه.. سبحانه هو الكريم المجيب القريب وحده..
لا إله إلا هو رب رمضان ورب كل الشهور..
وبه نستعين
892 views12:44