2022-01-26 20:02:43
#المقدمة_الآجرامية
#باب_منصوبات_الأسماء
#باب_المفعول_معه
والحادي عشر من منصوباتِ الأسماء هو "المَفْعُولُ مَعَهُ"، وأخَّره عن بقيةِ المفاعيل؛ لأنَّه سماعيٌّ لا يُقاس عليه عند جماعةٍ من النُّحاة، والجمهور على خلافِ هذا.
وهو مبنيٌّ على ثلاثةِ أُصُول:
أنَّه اسمٌ, فلا يكونُ فعلاً ولا حرفاً.
أنَّه منصوبٌ, فلا يكونُ مرفوعاً ولا مخفوضاً.
أنَّه يُذكرُ لبيانِ من فُعِل معه الفعل؛ أي من وقع الفعلُ صُحبَتَهُ، وإذا أُسقطَ الحُكمُ المُدْخَلُ في الحدِّ يكونُ المفعولُ معه: الاسمُ الذي يُذكر لبيانِ من فُعِلَ معه الفعل، وأوضحُ من هذا أن يُقال: هو الاسمُ الذي وقعَ الفعلُ بمُصَاحَبَتِه.
ومثَّل له المُصنِّف بمثالين:
(جَاءَ اَلْأَمِيرُ وَالْجَيْشَ)، فـ"الجيشَ" مفعولٌ معه منصوبٌ، والمعنى: جاءَ الجيشُ معَ الأمير.
(اِسْتَوَى اَلْمَاءُ وَالْخَشَبَةَ)، فـ"الخشبةَ" مفعولٌ معه منصوبٌ، والمعنى: استوت الخشبةُ مع الماء.
والمِثَالان يُفْصِحَان عن تقسيمِ المفعول معه إلى قسمين:
قسمٌ يَصحُّ أن يكون معطوفاً، ويُعرَضُ عن معنى العطف وتُقصدُ المعيَّة, فيُنصب على أنَّه مفعولٌ معه, كالمثال الأول: جاء الأميرُ والجيشَ، نُصب على أنَّه مفعولٌ معه؛ لأنَّ المُخْبِر أراد المعيَّة، مع إمكانِ العطف.
قسمٌ لا يصحُّ أن يكونَ معطوفاً، فالمثالُ الثَّاني: استوى الماءُ والخشبةَ، نصبت فيه الخشبةَ مفعولاً معه، ولا يصحُّ أن تكونَ معطوفة؛ لأنَّ الخشبةَ لا تستوي مع الماء، وإنَّما يستوي الماءُ معها.
والمُرادُ بالخشبة في هذا المثال؛ ما يُغرز في نهرٍ ونحوِه لمعرفةِ نسبةِ مُستوى ارتفاعِ الماء.
375 views17:02