2022-02-14 20:02:06
#الورقات_في_أصول_الفقه
#أقسام_الكلام
وعَرَّف المجاز بقوله: مَا تُجُوِّزَ بِهِ عَنْ مَوْضُوعِهِ، أي ما تُعُدِّي به عن ما جُعِل له في ما اصطُلِح عليه من المُخاطبة.
فيكون المجاز اصطلاحاً: ما استُعمِل في غير ما اصطُلِح عليه في لسان المُخاطبة.
ثم ذَكَرَ قسمة المجاز أربعة أقسام:
المجاز بالزيادة، ومَثَّل له بقوله: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11].
وبيان ذلك: أن ذاكر هذا المثال يريد أن أصل الكلام: (ليس مثله شيء)، وأن (الكاف) حينئذٍ زائدةً.
وحَمَلهم على القول بالزيادة: أنها لو قُدِّرَت بمعناها -وهو (مثل)- صار النفي مسلّطا على مِثل المثل، وعندهم أن الآية يُراد بها: نَفْي المثل،
فاحتاجوا إلى القول: بأن (الكاف) هنا زائدة، ليستقيم لهم ما يريدون من المعنى الصحيح.
والرد على ذلك: بأن نَفْي مثل المثل أقوى في نَفْي المثل من الاقتصار عليه.
وأحسن من هذا المذهب الذي سلكوه: أن يقال: إن (الكاف) هنا صِلة لتقوية المعنى.
المجاز بالنُّقصان: أي بالحذف، ومَثَّل له بقوله: ﴿واسأل القرية ﴾ [يوسف:82].
فالمسئول هنا ليست الأبنية والدور التي تكون منها القرية، وإنما المقصود بالسؤال هم: أهل القرية الساكنون تلك الدور.
فتقدير الكلام: واسْأَلْ أهل القرية، ثم حُذِفَت كلمة (أهل)، وأُبْقِيَت كلمة (القرية)، لأن القرية لا تكون قرية إلا بوجود أهلها، فإنها سُميت (قريةً) من التقري، وهو: التجمع.
المجاز بالنَّقْل، ومَثَّل له بقوله: (كَالغَائِطِ فِيمَا يَخْرُجُ مِنَ الإِنْسَانِ).
فإن العرب استقبحت أن تجعل لِما يخرج من الإنسان اسماً استخباثاً له، وجعلت له اسم المكان الذي يقصده عند قضاء الحاجة.
المجاز بالاستعارة: وهو المشتمل على تشبيه، ومَثَّل له بقوله تعالى: ﴿ جدارا يريد أن ينقض ﴾ [الكهف:77].
فجُعِل للجدار لمّا كان مائلاً صفة الحي وهي (الإرادة)، فهو لميله يريد أن ينقض، أي يريد أن يقع ويسقط.
83 views17:02