2022-04-12 19:14:11
#مقدمة_في_أصول_التفسير
#فصل_في_تفسير_القرآن_بأقوال_التابعين
ثم ختم المصنِّف -رَحِمَهُ اللهُ تَعَاْلَىْ- مقدِّمته بقول ابن عباس -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- في قسمة التَّفسير إلى أربعة أقسام:
أوَّلها: قسم تعرفه العرب من كلامها.
الثَّاني: قسم لا يُعذر أحد بجهالته؛ لأنَّه من العلم المنتشر الذي يُحتاج إليه، ولا يفتقر إلى بيانٍ خاص كشرائع الإسلام الظَّاهرة من الصَّلاة والصِّيام والزَّكاة.
الثَّالث: قسم يعلمه العلماء ويختصُّ بهم دون غيرهم، وهو بالمحلِّ الأعلى من علم التَّفسير إذ ما مضى يشاركهم فيه غيرُهم بخلاف هٰذا القِسم.
الرَّابع: لا يعلمه إلَّا الله ومحلُّه الحقائق لا المعاني، فليس في القرآن لفظٌ مجهول معمَّى يخفى على الخلق جميعًا؛ بل يعمله أحد دون أحد؛ لأنَّ القرآن عربي ونزل على قوم عرب، لٰـكِـن حقائق ما فيه ومقاديرها وأحوالها فعلمها عند الله، كالخبر عن صفات الله أو يوم القيامة أو الأمم السَّابقة، فليس في القرآن لفظ لا تعلمه الأمَّة جميعها؛ بل يكون في الأمَّة من يعلمه وإن خفي على غيره، وإنَّما الذي يقال فيه: لا يعلمه إلَّا الله هو حقائق الأشياء.
ومجموع ما تقدَّم من أحسن طرق التَّفسير يَرْشَحُ منه أنَّ تفسير القرآن يرجع
إلى أصلين اثنين:
أحدُهما: تفسير القرآن بالقرآن وقد تقدّم أنَّه نوعان نصٌّ وظاهر.
والثَّاني: تفسير القرآن بغيره، وهو نوعان اثنان:
1. أحدهما: تفسيره بالنَّقل والأثر، وهو تفسيره بالسُّنّة وأقوال الصَّحابة والتَّابعين.
2. والثَّاني: تفسيره بالعقل والنَّظر، ومحلُّه ما استنبط استنباطًا صحيحًا ممَّا قام عليه الدَّليل واحتمله اللَّفظ، وهو الرَّأي الصَّحيح المحمود .
فمن فسّر القرآن وَفقَ هذين الاصلين, فسّر القرآن تفسيراً متمكناً محكماً.
701 views16:14