2022-02-23 20:00:49
#الورقات_في_أصول_الفقه
#النسخ
ذَكَر المصنف ؒ فصلاً آخر من فصول «أصول الفقه»؛ وهو: (النسخ)، ذاكراً فيه ما تقدم له في صَدْر كتابه وهو (الناسخ والمنسوخ).
وبَيَّن معناه لغةً وشرعاً. فقال:
"وَأَمَّا النَّسْخُ: فَمَعْنَاهُ لغةً: الإِزَالَةُ. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ النَّقْلُ مِنْ قَوْلِهِمْ: «نَسَخْتُ مَا فِي هذا الْكِتَابِ» أي نَقَلْتَهُ."
وقَدّم الأول مُشْعِراً بمَيْله إليه مع إيراده الثاني بصيغة تدل على التمريض في قوله: (وَقِيلَ: مَعْنَاهُ النَّقْلُ).
ومُتفرِّق معاني النَّسْخ في كلام العرب يجمعها الرَّفْع؛ فما ذَكَره من النّقل والإزالة يرجعان إلى معنى الرَّفع.
وأمّا معناه في الشرع: فذَكَره بقوله: "هو الْخِطَابُ الدَّالُّ عَلَى رَفْعِ الْحُكْمِ الثَّابتِ بِالْخِطَابِ الْمُتَقَدِّمِ عَلَى وَجْهٍ لَوْلاهُ لَكَانَ ثَابِتاً، مَعَ تَرَاخِيهِ عَنْهُ".
ومعنى قوله: (عَلَى وَجْهٍ لَوْلاهُ لَكَانَ ثَابتاً) أي بقاء العمل به.
ومعنى قوله: (مَعَ تَرَاخِيهِ عَنْهُ) أي تأخّره عنه بمجيئه بعده.
وهذا حَدُّ الناسخ لا النَّسْخ. وجعله المصنف حَدّاً للنَّسْخ لأنه حُكم ناشئ عن وُرود الناسخ؛ فأقام اسم الفاعل مقام المصدر للدلالة على ثبوته واستمراره.
وخَصّه برَفْع الحُكم الثابت؛ لأنه أشهر أنواعه، وهو قد يرفع الحُكم، أو الخطاب، أو هما معاً.
فالحَد الجامع للنَّسْخ: أنه رَفْع الخطاب الشرعي، أو حُكمه الثابت به، أو هُما معاً، بخطاب شرعي متراخٍ.
فهو يجمع ثلاثة أمور:
مرفوع؛ وهو الخطاب الشرعي، أو حُكمه، أو هُما معاً.
والمراد بالخطاب الشرعي هنا: اللفظ.
رافعٌ؛ وهو خطاب شرعي آخر.
شرط الرفع؛ وهو تأَخُّر الخطاب الشرعي الرافع.
119 views17:00