2022-01-16 14:23:30
توما الحكيم والتيارات الحداثوية التي تُنظر في الدين!!
توما بن إبراهيم الطبيب الشوبكي علم الدين كان عارفا بالطب وله اختصار مسائل حنين وكان من أطباء السلطان وكأنه الذي عناه من قال:قال حمار الحكيم توما.مات في رجب سنة:724هـ.الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة،ج2،ص75
والبيتان اللذان جاءا فيه ذكرهما النويري في (نهاية الإرب في فنون الأدب):
قال حمار الحكيم توما*لو أنصفوني لكنت أركب
لأنني جاهل بسيط*وصاحبي جاهل مركب.
وهذا توما الحكيم تُنقل عنه قصة مشهورة : كان أبوه طبيبا وبعد وفاته ورث كتب أبيه وبدأ يشتغل بها. وقد وقع التصحيف في بعض الكتب ؛ فكان يقرأ :(الحية السوداء شفاء مِن كل داء) بدلا من : (الحبة السوداء شفاء من كل داء) وقد تسبب علاجه بموت الكثيرين حتى كان يضرب به المثل بالجهل وقال عنه أبو حيان النحوي:
يظن الغمر أن الكتب تجدي*أخا ذهن لإدراك العلوم
وما يدري الجهول بأن فيها *غوامض حيرت عقل الفهيم
إذا رمت العلوم بغير شيخ*ضللت عن الصراط المستقيم
وتلتبس الأمور عليك حتى*تصير أضل من توما الحكيم
الأبيات نقلها التلمساني في (نفح الطيب) عن أبي حيان
وبعض القراء ممن يطالعون الكتب وينظرون في الدين سواءً أكانوا من التيارات الحداثوية أو غيرهم لا يقل حالهم سوءا وجهلا عن توما الحكيم الذي يقرأ في كتب غير تخصصه ويميت الناس جهلا بعلاجه فهذا يقضي على أجسام الناس وهؤلاء يقضون على دينهم أولا ودين الناس ثانيا.
رسالة أرجو أن تصل إلى عدد كبير ممن لم يعرف قدر نفسه ويتعدى على الدين بجهله.
90 views11:23