2022-04-18 20:42:50
الإمداد الغيبي في الدعاء (25)
من الإضاءات والأمور المرتبطة بالدعاء:
السابع : تحقق معطيات الدعاء في بعض الأمور :
إن بعض الأعمال لها آثار ونتائج الدعاء فيمكن أن يُلتمس من خلالها ويتحصل على معطيات الدعاء بواسطتها ومن تلك الأعمال :
1 ـ الانشغال بذكر الله عز وجل :
عن رسول الله صلى الله عليه وآله : قال الله تعالى : (من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين)([1]).
وعنه صلى الله عليه وآله : (من شغلته عبادة الله عن مسألته أعطاه الله أفضل ما يعطى السائلين)([2]).
وروي عن الزهراء عليها السلام : (من أصعد إلى الله خالص عبادته أهبط الله عز وجل إليه أفضل مصلحته)([3]).
عن الإمام الصادق عليه السلام : (إن الله تعالى يقول من شُغل بذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أُعطي من سألني)([4]).
وعنه عليه السلام : (إن العبد ليكون له الحاجة إلى الله عز وجل فيبدأ بالثناء على الله والصلاة على محمد وآل محمد حتى ينسى حاجته فيقضيها الله له من غير أن يسأله إياها)([5]).
2 ـ من يؤثر هوى الله عز وجل :
عن رسول الله صلى الله عليه وآله : يقول الله عز وجل : (وعزتي وجلالي وعظمتي وكبريائي ونوري وعلوي وارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواه على هواي إلا شتت عليه أمره ولبست عليه دنياه وشغلت قلبه بها ولم أؤته منها إلا ما قدرت له ، وعزتي وجلالي وعظمتي ونوري وعلوي وارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواي على هواه إلا استحفظته ملائكتي وكفلت السماوات والأرضين رزقه وكنت له من وراء تجارة كل تاجر وأتته الدنيا وهي راغمة)([6]).
وعنه صلى الله عليه وآله : (أوحى الله تبارك وتعالى إلى الدنيا اخدمي من خدمني ، وأتعبي من خدمك)([7]).
وعنه صلى الله عليه وآله : (لما خلق الله الدنيا أمرها بطاعته ، فأطاعت ربها فقال لها : خالفي من طلبك ، ووافقي من خالفك ، فهي على ما عهد إليها الله وطبعها عليه)([8]).
3. من أصلح أمر آخرته.
جاء في الذكر الحكيم : [وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا]([9]).
[وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا]([10]).
وروي أن الله تعالى أوحى إلى النبي داوود عليه السلام : (يا داود انه ليس عبد من عبادي يطيعني فيما آمره إلا أعطيته قبل أن يسألني ، وأستجيب له قبل أن يدعوني)([11]).
عن رسول الله صلى الله عليه وآله :(من أصلح أمر آخرته أصلح الله أمر دنياه ، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس)([12]).
وعنه صلى الله عليه وآله : (ما من عبد إلا وله جواني وبراني([13])فمن أصلح جوانيه أصلح الله عز وجل برانيه ، ومن أفسد جوانيه أفسد الله برانيه)([14]).
عن أمير المؤمنين : (من أصلح سريرته أصلح الله علانيته . ومن عمل لدينه كفاه أمر دنياه ، ومن أحسن فيما بينه وبين الله كفاه الله ما بينه وبين الناس)([15]).
وروي أن أمير المؤمنين عليه السلام قال لأبي ذر : (إنما غضبت لله عز وجل فأرج من غضبت له ، إن القوم خافوك على دنياهم وخفتهم على دينك ، والله لو كانت السماوات والأرضون رتقاً على عبد ثم اتقى الله لجعل الله له منها مخرجا ، لا يؤنسنك إلا الحق ، ولا يوحشنك إلا الباطل)([16]).
ومن الواضح جداً إن هذه الأمور لا تعني إهمال جانب الدعاء وتهميش دوره فإن أهل البيت عليهم السلام كانت كل صفات التوحيد متجسدة فيهم ، وكل معاني الانقطاع إلى الله تبارك وتعالى متمثلة فيهم ومع ذلك كان ديدنهم المناجاة والمسألة إلى الله تبارك وتعالى ، وكلما كان الإنسان أكثر معرفة بنفسه وفقرها وحاجتها إلى الله تبارك وتعالى كلما كان أكثر دعاءً وتضرعاً([17])إلى الله عز وجل.
كما أن الإنسان ما زال في هذه الدنيا لم تنتهِ حوائجه ، وكُلما قُضيت له حاجة توجه إلى أُخرى ، ولم يكن بمأمن من سوئها وبلائها ، الذي يأتي فجأة من غير إنذار مُسبق الأوان.
وقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام : (ما من أحد ابتُلي وإن عظُمت بلواه بأحق بالدعاء من المعافى الذي لا يأمن من البلاء)([18]).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ) بحار الأنوار،ج90،ص323.
[2] ) عدة الداعي،ص233.
[3] ) عدة الداعي،ص218.
[4]) عدة الداعي،ص233
[5]) أصول الكافي،ج2،ص501 .
[6]) أصول الكافي،ج2،ص335
[7]) من لا يحضره الفقيه،ج4،ص363.
[8]) بحار الأنوار،ج67،ص315.
[9]) سورة الطلاق : 2 و 3 .
[10]) سورة الطلاق : 4 .
[11] ) عدة الداعي،ص292.
[12]) عدة الداعي،ص216.
[13] ) يعني سريرة وعلانية.بحار الأنوار،ج68،ص365.
100 views17:42