2021-04-06 18:06:34
هل كنت إلّا بشرًا رسولًا
بقلم: محمد طارق رضوان الموصللي
حين أخرِجت من بلادي هربًا من ويلات الحرب، ظننتها القاضية، فهناك، نمت في العراء بلا مأكل أو مشرب سوى ما يتصدق به أهل الخير، وهو لقب لا ينطبق على من اضطهدوني من أهل البلد الذي لجأت إليه.
لقد كان قلبي -سابقًا- يلهج بالدعاء أن يحفظ الله عزّ وجل بلادهم بأمن وأمان دائمين إلى يوم الدين، لذا عجبت وآلمني سوء المعاملة التي قابلني بها ثلّة منهم.
هنا، جاءت فرصة الشيطان الكبرى، فوسوس لي: لو كان الله يهتم لأمرك أو لأمر أحد منكم، لما سمح لأي من هذا بالحدوث.
ضعفت أمام منطقه "الخبيث"، وبتّ على شفير الإلحاد.
ثم جاء يوم لن أنساه، كنت مارًّا قرب مسجد أثناء خطبة صلاة الجمعة -التي لم أعد أصليّها آنذاك-، واستوقفني حديث الخطيب عن معركة أحد.
"امض يا طارق، فتلك قصة أكل عليها الدهر وشرب" جملة وسوسها الشيطان، وكان عليّ أكمل طريقي. لكن حلاوة أسلوب ذاك الخطيب جذبتني، فرددت عليه: لن أدخل!
سأستند إلى هذه الشجرة وأستمع إلى حديثه خارج المسجد فحسب.
تبيّن لي ممّا تبقّى من الخطبة أنه يتحدث عن الاختبارات التي مرّ بها النبي طيلة حياته، وكيف لم يفقد النبي محمد -صلى الله عليه وسلّم- يقينه بالله طرفة عين رغم كل تلك الاختبارات.
انتهت الخطبة، وهِمتُ في الشوارع على غير هدى لا يشغلني سوى ما سمعته لتويّ عن النبيّ الأعظم صلّى الله عليه وسلّم.
تذكّرت كيف أخرِج من مكة كما أخرِجت من وطني، وكيف وقف على أعتاب مكة مودّعًا بلدته الآمنة، تمامًا كما وقفت على باب الطائرة.
حضرتني حادثة الطائف، وكيف جلس في بستان "عتبة بن أبي ربيعة وأخيه شيبة" يبثّ همّه وحزنه لله جلّ جلاله: تمامًا كما استندت ذات يوم إلى جدار مدرسة، مع فرق أنّي كنت أبكي فحسب!
"لكنه نبيّ، فمن البديهي ألّا يفقد اليقين بمن أرسله"
قاطع الشيطان سلسلة أفكاري بمحاولته الأخيرة.
لوهلة قلت: معه حقّ!
فقد هيّأه الله بقدرة بدنية ونفسية ساعدته على تحمّل كل تلك المصاعب.
وفجأة! صدح مذياع -من مكان ما- بالآية الكريمة: {قل سبحان ربّي هل كنت إلّا بشرًا رّسولًا}
فوجدت نفسي أقول، والدموع تفيض على وجهي:
بل أنت نبيي وحبيبي جعلت فداك، صلوات ربيّ وسلامه عليك.
لا زلت أعتبر تلك اللحظة ميلاد فجر علاقة جديدة مع الله ورسوله.
هذه كانت إحدى النصوص النثرية المشاركة في مسابقة: #في_حب_الرسول
تجدون المزيد في كتاب "في حب الرسول"، لتحميل الكتاب:
https://bit.ly/FiHobRsoul
#مقاطعه_المنتجات_الفرنسية162
#مقاطعه_المنتجات_الفرنسيه162
#مقاطعه_المنتجات_الفرنسية
#مقاطعه_المنتجات_الفرنسيه
#إصدارات_السبيل
1.4K views15:06