2021-07-27 18:37:52
#الْـخُـطَـبُ الْـمُـفَـرَّغَـة#
بِـسْـمِ الـلَّـهِ الْـرَّحْـمَٰـنِ الْـرَّحـِيْـمِ
يَسُرُّ إِخْوَانكُمْ *بِـمـركز بَـشَـائـِرِ الْـخَـيـْرِ* بِصَنْعَاءَ أَنْ يُقَدِمُوا لَكُمْ هَذِهِ المَادَة، وَالْتِي هِيَ بِعنْوَانِ:
*تَـنـْبِـيْـهُ الْـغَـافِـلـِيـْنَ إِلَـىٰ أَهَـمـِيـَةِ الْـذِكْـرِ وَفـَضْـلِ الْـذَاكِـرِيْنَ*
وَهِيَ عِبَارَةٌ عَنْ تَفْرِيغٍ لِخُطبَةِ الْجُمُعَةِ لِشَيْخِنَا الْفَاضِلِ: *أَبِـي الْـحَـسَـنِ عَـلِـيٍِّ بـْنِ الْـحُـسَـيْـنِ الْـحَـجَّـاجِـيِ* حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى.
أُلقِيَتْ في الثالث عشر من ذي الحجة لعام 1442 بِـمـسْـجِـدِ بَـشَـائـِرِ الْـخَـيـْرِ.
الْـــخُـــطْـــبَـــةُ الْأُوْلَــــىٰ:
إِنَّ الْحَـمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102].
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ أن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:70-71].
أَمَّا بَعْد:
فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيْثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ، هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَشَرّ الْأُمُور مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
أيها المسلمون عباد الله؛ ها نحن ذا في آخر يوم من أيام التشريق، التي قال عنها نبينا صلى الله عليه وآله وسلم: « أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وذِكرٍ للهِ عزَ وجلَّ»، ولا تظن عبد الله أن ذكر الله عز وجل ينتهي بانتهاء هذا اليوم فحسب؛ ليس الأمر كذلك وإنما من باب الذكر المقيد، وأما عبادة الذكر فهي على سبيل الدوام والاستمرار حتى يأتيك الموت وأنت على ذلك عبد الله.
نعم عباد الله؛ فعبادة الذكر من العبادات العظيمة، ومن العبادات الجليلة التي ينبغي على كل مسلم ومسلمة أن يكونا حريصين عليها، فهي من العبادات العظيمة، كيف لا عباد الله؟ ولهذا الله عز وجل بعد أن ذكر عبادة الصلاة وإقامة الصلاة، أمر بذكره عز وجل مع أن الصلاة كلها تعتبر ذكرا لله سبحانه وتعالى، ومع هذا لأهمية هذه العبادة العظيمة والطاعة المباركة، قال الله عز وجل:{ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الجمعة:10].
وقال الله عز وجل:{ فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ } [النساء:103]. وهكذا قال الله عز وجل بعد الانتهاء من مناسك الحج وهي عبادة عظيمة من العبادات الجليلة، وهي قائمة على ذكر الله سبحانه وتعالى، ومع ذلك أمر بأن تختم بذكره، قال الله سبحانه:{ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا } [البقرة:200].
عباد الله؛ لأهمية هذه العبادة وهذه الطاعة وهذه القربة فإن الله عز وجل لم يقيدها بزمن من الأزمنة، ولم يحددها كما هي محددة كثيرة من العبادات والطاعات والقربات، أما ذكر الله فإنه مطلق، ولهذا قال الله: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الجمعة:10].
فطلب الله سبحانه وتعالى الكثرة من الذكر دون تحديد يا عباد الله، فهي عبادة عظيمة ينبغي على كل مسلم ومسلمة أن يحرص عليها كل الحرص، وهي عبادة سهلة ويسيرة على من يسرها الله عز وجل عليه، كما ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى قال: ليس هناك جارحة من الجوارح أخف من جارحة اللسان، ولهذا الذكر كان مبنيا عليها فمهما كثر ذكر الله عز وجل بلسانك فإنه لا يشق على تلك الجارحة بخلاف بقية الجوارح. اهـ
111 views15:37