2022-05-06 18:24:37
https://t.me/alkhoeemedia/25
ليسوا سواء ...
حول المقال السابق وعن الرسالة الموجهة من قبل الامام الخميني الى الامام الخوئي بمناسبة وفاة نجله السيد جمال الدين لدي بعض الملاحظات .
الاولى :الشكر الجزيل والثناء الجميل لجميع الاخوة والاخوات الذين شاركوا كاتب المقال في احزانه بالذكرى الأليمة على قدمها ...سعيكم مشكور ودعائكم مقبول باذن الله ورحم الله امواتكم جميعا وحفظكم بعينه التى لا تنام .
الثانية : في العودة والاشارة الى مناسبات قضى على زمانها بضعة عقود محاولة لتصحيح بعض الزلات والهفوات التي دخلت عالم القناعات والافكار وفيها من الضلال الشيئ الكثير وخاصة عندما تتعلق القناعات تلك بقامات شامخة بذلت جهدها وجهادها للاسلام والمذهب الحق دون هوادة او تعلل او وهن وعدما نواجه محاولات التشويه وطمس الحقائق من قبل الاعداء على الأغلب والمغفلين من الاصدقاء احيانا .
الثالثة :تحولات بنيوية شهدتها الحوزات العلمية والمؤسسة الدينية خلال العقود الخمسة الماضية ترتبط بالتقلبات السياسية في المنطقة والتطورات الاقتصادية مما جعلت المؤسسة الدينية امام تحديات وامتحانات وتمحيصات قد لا تكون نتائجها ثابتة ومحددة المعالم ..المنهج القراني في المعرفة والتشخيص يدعونا الى الدقة في الفرز على اساس المعطيات الفعلية والاداء العيني للدعاة والأدعياء قال سبحانه ( ليسوا سواء ..ۗ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آييَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ ) وقال ايضا عز من قائل ( وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) .
الرابعة : الحفاظ على الثوابت والأصول الشرعية التي توارثتها الاجيال وفي القمة رجال الفكر والفقه والجهاد يتطلب الحرص على سلامة تلك الثوابت وحراستها بوجه موجات الزيغ العاتية التي تهب على مواقع العقيدة والدين والسلوك الشرعي الرصين وخاصة في الأجيال الشابة التي لم تتشبع بما يكفي من مناهل المعرفة الشرعية والسلوكية المواكبة لأحكام الشرع ومبانيه واخلاقياته .
وما دمنا في أجواء المناسبة ....وفاة النجل السيد جمال الدين ..فالمحاورة التالية قد تكون معبرة حيث كان المرحوم هو المتصدي لبعثة الحج التي يرسلها الامام الخوئي الى الديار المقدسة..وفي العام الأخير من حياته حمل السيد جمال مبلغا من اموال الوجوه الشرعية من المفترض ايصالها الى السيد الكبير ...هذا المال تعرض الى عملية احتيال واختلاس خلال فترة اقامة الوالد في سوريا ومرضه بفعل احد السوريين الذين كان يتردد عليه وقد تم استرداد المال بعد وفاته وارساله الى السيد الجد رحمه الله .
في طهران , وفي الايام الأخيرة من حياته حيث كان الوالد يضطجع فراش المرض في دار صغيرة بمساحة 120 مترا مربعا استقر فيها مع عائلته المكونة من 12 فردا . رايناه يتاوه في فراش المرض بقلق حول مستقبل اولاده و صباياه ممن كان يعيل . عرفنا انه قد بعث الى السيد الخوئي يُملِّكه الدار الصغيرة التي تسكنها عائلته عوضا عن المال الضائع ليحمل بعدها الهم الثقيل حول مستقبل اسرته .
اتصلت باخي الاكبر السيد عماد في المملكة المتحدة وهو ممن تشرد بعد الثمانين تحت التهديدات البعثية بالاعتقال ..طلبت منه الاتصال بالسيد الجد رحمه الله واخباره اننا نحن الابناء سنلتزم بتسديد الدين والعمل على استرداده بغرض ترك البيت الصغير ارثا للسيد جمال ولاولاده الغير معالين بعد وفاته . وكان ما كان بعد قبول السيد الكبير بالعرض ..
اتيت الى السيد الوالد وهو بين الصحوة والغيبوبة ..جاهدت على تحريكه ريثما يعي ما اقول ..قلت له سيدي ان السيد الجد ابقى الدار ملكا لكم بعد تعهدنا له بارجاع الامانة الشرعية .
فتح الوالد عينيه في لحظة قصيرة وقال : الحمد لله . https://t.me/alkhoee/109
1.1K viewsedited 15:24