2021-06-05 21:47:43
بين نكسة حزيران 1967 و صمود غزة 2021 ...ما الذي تغير ؟
قبل عام النكسة الحزيرانية التي احتلت فيها اسرائيل ثلاثة اضعاف مساحتها و ما قبل الحرب كانت الدعاية الناصرية تملأ الافاق وتصم الاذان عن الانتصارات المزمع تحقيقها على العدو الاسرائيلي المحتل ..
قبل الحرب ببضع سنوات كنا في مصر الناصرية ضمن دورة مهنية للمرحلة الجامعية في القاهرة والاسكندرية .
في المجتمع المصري لم يكن هناك –تعبويا ونفسيا على اقل التقادير - ما يشير الى الاستعداد لمعركة محتملة قادمة ..فالمجتمع لاه عن هذا بملذاته ومجونه وخموره والاسلاميون كانت تضج بهم سجون النظام وهذه سمة عموم الانظمة العلمانية التي تاسست في عصر استئصال الاسلام خلال العقد المنصرم في معظم بلدان المسلمين .
( الليل تتفسح فين ) كانت الجملة التعارفية الاولى التي تتردد على لسان الشباب ..بعيدا عن الشعارت الوطنية و والتحررية التي كانت محور اعلام النظام من غير تناسب لحالات التعبئة والمقاومة والدفاع تجاه عدو غادر يستحضر اساطيره الدينية التوراتية لابتلاع مزيد من الارض .
وقد حصلت الفاجعة صبيحة الخامس من حزيران عام 67 بعد ان قضى الضباط الطيارون المصريون ليلتهم الماجنة في سهرة مع رقص وطرب احدى الماجنات سكارى لا يعقلون عندما توجهت الطائرات الاسرائيلية لتضرب معظم اوكار الطائرات الحربية المصرية ولتشل الالة العسكرية التي عجزت تماما عن مقاومة الغزو والعدوان ..في كتاب (تحطمت الطائرات عند الفجر ) وهو كتاب مخابراتي اسرائيلي هناك حديث مسهب حول دور الجنس والخمور في اخضاع وتذليل جبهة المصريين ..ولم تكن الحالة افضل تحليلا في الجبهة السورية بعد تسلل الجاسوس الصهيوني ايلي كوهين في قيادة حزب البعث بادوات المجون ايضا .
في العام التالي للنكسة ونحن في معسكر الرشيد ببغداد نقضي دورة الاحتياط دخلت القاعدة الانذار جيم مما كان يعني احتمالات واردة في المواجهة مع اسرائيل .وسرعان ما وجدنا ان الضباط الحاضرين في القاعدةبداوا يحضرون لحفلة سمر ساهرة اعتذرت عن حضورها مترقبا من بعيد مدى الانحطاط في الحضيض وكيف تساق قوى الدفاع في الانظمة الحاكمة في بلادنا الى مستنقعات الفساد حيث لا مقاومة ولا دفاع .
اسرائيل ومن وراء اسرائيل خاضوا طريقا سالكا في التسلط على بلاد المسلمين من خلال انظمة واهنة متهرئة همها ملذاتها واعلافها .
عام 1979 اهتزت المنطقة بعد الانتكاسات الكبرى ليعلو الاسلام الى السطح السياسي في العالم وليجد المسلمون ومن خلال الجمهورية الاسلامية الهوية الضائعة المتينة المقاومة واضحى الانسان المسلم في منطقتنا قوة مختلفة عن عصور الوهن والاذلال .
ضمن الحسابات التقليدية الاستعمارية قال كيسنجر منظر الامبرياليين ان الجمهورية الاسلامية ستسقط خلال ستة اشهر ولكن الجمهورية صمدت وتخطت الاربعين حولا رغم المراهنات .ذلك لان الانسان الجهادي المسلم لم يكن من نسيج من خلقته انظمة الاستعمار ..
وكذلك الحال في لبنان واليمن وسوريا وغزة فلسطين فلم يعد العدوان الاسرائيلي يواجه جيوشا كبيت العنكبوت وفي ذلك سر تغيير معادلات الحرب والمقاومة بين الاحتلال الذي بات يواجه رجالا اشداء لا يهابون الموت .
في هذه الخلاصة بعض الاسباب التعبوية التي تكشف الحقد الاستعماري والاسرائيلي على الاسلام والاسلاميين والجهاديين وجمهورية ايران الاسلامية
2.5K views18:47