Get Mystery Box with random crypto!

الثقافة الزهرائية

لوگوی کانال تلگرام zahraa_culture — الثقافة الزهرائية ا
لوگوی کانال تلگرام zahraa_culture — الثقافة الزهرائية
آدرس کانال: @zahraa_culture
دسته بندی ها: دین
زبان: فارسی
مشترکین: 3.67K
توضیحات از کانال

طلبُ المعارفِ مِن غيرِ طريقِنا أهل البيتِ مُساوقٌ لإنكارِنا

Ratings & Reviews

2.50

2 reviews

Reviews can be left only by registered users. All reviews are moderated by admins.

5 stars

0

4 stars

1

3 stars

0

2 stars

0

1 stars

1


آخرین پیام ها 6

2022-02-08 23:43:58 ونحنُ نعيشُ في أيّامِ أوَّلِ موسِمِ المعرفةِ والقُرْب مِن إمامِ زمانِنا؛ شهرِ رجب الأصب.. الذي يُستَحبُّ فيهِ الصيامُ استحباباً مؤكّداً..
هنا ومضة صحيّة لأشياعِ أهلِ البيتِ مُستلّةً مِن أحاديثِ العترةِ الطاهرة.. تُبيّنُ لنا الحكمةِ مِن استحبابِ الصيامِ في هذهِ الأزمنةِ المخصوصةِ المُرتبطةِ بأهلِ البيت.. وخُطورةِ الشَبَعِ والامتلاءِ مِن الطعام
:
في ثقافةِ العترةِ هناك تحذيرٌ واضحٌ مِن الشَبَعِ والامتلاءِ مِن الطعام..
فالشَبَعُ في أحاديثِ العترةِ يُطفىءُ نُورَ المَعرفةِ ويُصِمُّ عن سماعِ الموعظة..!

فقد جاءَ في آدابِ أهلِ البيت "صلواتُ اللهِ عليهم" وفي وصاياهم:
أنَّ الأكلَ يكونُ مانِعاً مِن التوجُّهِ العِلمي.. فإذا أرادَ شخصٌ وسيلةً تُعينُهُ وتُساعِدُهُ في طَلَبِ العِلْم وفَهْمِ العِلْم الذي يَتلقّاه.. فعليهِ أن يُقلِّلَ مِن الطعامِ، لا أنا أن يُقْبِلَ على الطعام..

❂ يقولُ نبيُّنا الأعظمُ "صلّى اللهُ عليه وآله":
(إيّاكم وفُضول المَطعم - أي الطعام الزائد عن حاجة الجسم - فإنّهُ يَسِمُّ القَلْبَ بالفَضْلة، ويُبْطِئُ بالجوارح عن الطاعة، ويُصِمُّ الهِممَ عن سماعِ الموعظة)
[بحار الأنوار-ج 72]

❂ ويقولُ سيّدُ الأوصياء "صلواتُ اللهِ عليه" :
(إذا أراد اللهُ سُبحانَهُ صلاحَ عبدهِ ألهَمَهُ: قِلّةَ الكلامِ وقِلّةَ الطعامِ وقِلّةَ المنام)
[مستدرك الوسائل-ج3]

❂ وجاءَ في وصايا لُقمان لابنه:
(يا بُني، إذا امتلأت المَعِدةُ نامت الفِكْرة، وخرستْ الحِكمة، وقعدتْ الأعضاءُ عن العبادة)
[معاني الأخبار]

❂ أيضاً جاء في [جامع الأخبار] هذهِ الرواية التي تُبيّنُ دورَ إبليس في إثارةِ الشهواتِ والرغباتِ لدى الإنسان حتّى يضعُفَ عن العبادة!
(جاء في الرواية: أنّ إبليسَ ظَهَرَ ليحيى بن زكريا فرأى عليهِ معاليق مِن كلِّ شيء -يعني أشياء مُعلّقة- فقال يحيى لإبليس: ما هذه؟ قال إبليس:
هذه الشهوات التي أُصيبُ بها بني آدم، فقال يحيى: هل لي فيهنَّ شيء؟
قال لهُ إبليس: ربّما شبِعْتَ فثقَّلناكَ عن الصلاةِ والذِكْر،
قال يحيى: للهِ عليَّ أن لا أملأ بطني مِن طعامٍ أبداً، فقال إبليس: وللهِ عليَّ أن لا أنصحَ مُسلماً أبداً)


❂ ويقول سيّدُ الأنبياء "صلّى الله عليه وآله"
(نُورُ الحِكمةِ الجُوع، والتباعدُ مِن اللهِ الشَبَع... لا تشبَعُوا فيُطفَأُ نُورُ المعرفةِ مِن قُلوبكم)
[مُستدرك الوسائل-ج3]

وهذا المُصطلح (الحِكمة) في ثقافةِ أهلِ البيت يعني معرفةَ الإمامِ المعصوم، كما ورَدَ عن صادقِ العترةِ في تفسير القُمّي في معنى قولهِ تعالى: {ولقد آتينا لُقمانَ الحِكمة} قال: أُوتيَ معرفةَ إمامَ زمانه)

وشهرُ رجب هو  أوّلُ أشهرِ المعرفةِ لأهلِ البيتِ "صلواتُ الله عليهم"
مِن هُنا كانت إحدى جهات الحِكمة مِن استحبابِ صِيام الشيعةِ في هذا الشهر وفي شهرِ شعبان وفي مُناسباتِ أفراحِ أهلِ البيتِ "صلواتُ اللهِ عليهم" كأيّامِ مواليدِهم، أو عيدِ الغدير مَثَلاً أو في الأزمنةِ المخصوصةِ الأخرى..

جاء هذا الاستحبابُ للصيام لأجلِ أن يستعينَ الشيعةُ بالصِيامِ على تصفيةِ الذهن ورفع مُستوى التركيز والفَهم.. ليكونَ الذهنُ مُهيّأً لِتلقّي الحِكمةِ وتحصيلِ معرفةِ أهلِ البيتِ عموماً، ومعرفةِ الإمامِ المعصومِ المخصوصِ بتلكَ المُناسبةِ المُعظّمةِ على وجهِ الخصوص..

ولِذا.. ونحنُ نعيشُ في هذهِ الأيّامِ المخصوصةِ مِن أيّامِ دهرنا.. في أوّلِ أيّامِ موسمِ المعرفة والنُور والقُرْب مِن إمامِ زماننا.. والتي يُستحَبُّ فيها الصيامُ فيها استحباباً مؤكّداً تعظيماً لِشأنها..
فلنجعل صيامَنا فيها عَوَناً لنا على تلقّي الحِكمةِ والتفقُّهِ في معارفِ أهلِ البيتِ "صلواتُ اللهِ عليهم".. لتتحقّق -على الأقل- هذه الجهة مِن جهات الحكمةِ مِن الصوم في هذهِ الأزمنةِ المخصوصة..

ولنكن على حذر مِن كيدِ إبليس وأساليبهِ الخفيّةِ والخبيثةِ في دَفْعِ الناسِ إلى الشَبَعِ بعد الصيام.. سعياً مِنهُ في إطفاءِ نُورِ المعرفةِ مِن قُلوبنا بإضعافِ التركيزِ عندنا والذي ينشأُ مِن الشَبَع والامتلاء..
فإنَّ امتلاءَ المعدةِ بالطعام يُسبّبُ نُوعاً مِن (الغباء) ودرجةً مِن درجاتِ الغباء.. فلنكن على حذر!

فإبليسُ "لعنهُ اللهُ " عندهُ برامج يُنفِّذُها على مُستوى الأُمّة.. وبرامجُ أُخرى يُنفِّذُها على المُستوى الشخّصي لكلِّ شخص.. مِنها أن يجعلَ تركيزَ الناسِ مُنصبّاً على طعامِ بطونِهِم فقط.. ويدفعُهُم نحو الشَبَعِ والامتلاء.. كما بيّنت الروايةُ أعلاه..
فيكون ذلك فخّاً شيطانياً ومانعاً لِحرمانهم مِن طعامِ عُقولهم (وهو المعرفةُ لإمامِ زمانِهم)

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
t.me/zahraa_culture
520 viewsedited  20:43
باز کردن / نظر دهید
2022-02-07 15:58:28 مِن صفاتِ المؤمنِ في ثقافةِ العترة:
أنّهُ "مُكَفَّر"؛ لا يُشكَرُ معروفُهُ..!

:
❂ يقولُ إمامُنا الصادقُ "صلواتُ اللهِ عليه":
(إنَّ المُؤمنَ مُكفَّرٌ، وذلكَ أنَّ معروفَهُ يصعدُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ فلا ينتشِرُ في الناس، والكافرُ مشكورٌ.. وذلك أنَّ معروفَهُ للناسِ، ينتشرُ في الناسِ ولا يصعدُ إلى السماء)
[علل الشرائع]

[توضيحات]
المُراد مِن أنَّ المؤمنَ "مُكَفَّر".. يعني أنَّ معروفَهُ يُجحَدُ ولا يُشكَر..
إمَّا أن يُنسَبَ معروفُهُ وفِعْلِهُ الحَسَن إلى عدوِّهِ.. فيُقالُ أنَّ الذي فَعَلَ هذا الفِعلَ الحَسَن هو عدوُّهُ..

أو أنَّهُ يفعلُ المعروفَ فيُذَمَّ عليهِ ويُسَبُّ ويُشتَم بدلاً مِن أن يُشكر..!
فالمُكفَّرُ هو المجحودُ النعمة.. الذي يُجحَدُ معروفُهُ ولا يُشكَر

• لماذا هو مُكفَّر..؟
الجواب يُبيّنُهُ نفسُ الحديثِ حين يقول في شِقّهِ الثاني وهو يتحدَّثُ عن الكافر، يقول:
(والكافرُ مشكورٌ، وذلك أنَّ معروفَهُ للناسِ)

الكافرُ لا يُجحَدُ معروفُهُ.. لأنَّ نيّةَ عَمَلِهِ الحَسَن لم تكن لإمامِ زمانِهِ، وإنّما كانت للناس.. لِينال مدحَ الناس أو ينالَ عطاءَهم، أو تكونَ لهُ مكانةٌ ووجاهةٌ عند الناس،
لذلكَ قضى اللهُ بأن يُعطيهِ ما طَلَب بأن يشتهِرَ بين الناسِ.. ولكنَّ عَمَلَهُ لا يصعدُ إلى السماء
والمؤمنُ على العكس مِن ذلك.. فإنَّ الناسَ تجحَدُ معروفَهُ ولا تشكرُهُ، لأنَّ نيّةَ عَمَلهِ خالصةٌ لإمامِ زمانه.. لذلك قضى اللهُ أن يكونَ مُكَفَّراً بين الناس، مجحودَ النعمةِ لا يُشكَرُ معروفُهُ.. ولكنَّ معروفَهُ يصعدُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ
أي يكونُ مقبولاً عند إمامِ زمانِهِ

هذا الابتلاءُ للمؤمن برغمِ قسوتِهِ.. لكنّهُ لا يُعَدُّ بشيءٍ بالقياس إلى ما يجري على أهلِ البيتِ "صلواتُ اللهِ عليهم"
فإنَّ أهلَ البيتِ مُكفَّرون أيضاً.. لا يُشكَرُ معروفُهُم..! كما يقولُ سيّدُ الأوصياء "صلواتُ اللهِ عليه":
(كان رسولُ اللهِ "صلّى اللهُ عليهِ وآله" مُكَفَّراً لا يُشكَرُ معروفُهُ، ولقد كان معروفُهُ على القُرَشيِّ والعَرَبي والعَجَمي.. ومَن كان أعظمُ معروفاً مِن رسولِ اللهِ على هذا الخَلْق؟!
وكذلك نحنُ أهلُ البيتِ مُكَفَّرون لا يُشكَرُ معروفُنا.. وخِيارُ المؤمنينَ مُكفَّرونَ لا يُشكَر معروفهم)

[علل الشرائع]

فإذا كان رسولُ اللهِ وأهلُ بيتِهِ الأطهار مُكَفَّرون في هذهِ الأُمة، لا يُشكَرُ معروفُهُم،
فما قيمةُ أن يكونَ المؤمنُ مِن شيعتِهِم مُكَفَّراً..؟!

بل إنَّ الحديثَ يُبيّنُ لنا أنَّ اللهَ سُبحانَهُ وتعالى مُكَفَّرٌ أيضاً، لا يُشكَرُ معروفُهُ..
لأنَّ الذي لا يشكرُ أهلَ البيتِ فهو ليس شاكراً للهِ تعالى مهما صنع..
كما يقولُ إمامُنا الرضا "صلواتُ اللهِ عليه":
(مَن لم يَشكر المُنعِمَ مِن المخلوقينَ لم يشكر اللهَ عزّ وجلَّ)
[عيون أخبار الرضا]

فإنَّ المعنى الحقيقيَّ لهذا العنوان: (المُنعِمَ مِن المخلوقين) هم أهلُ البيتِ "صلواتُ اللهِ عليهم"
لأنَّ المُراد مِن المُنعم: يعني صاحِبُ نِعمةٍ يُنعِمُ بها على الخَلق ويرزقُهُم مِن نِعمتِهِ.. ونحنُ في الزيارةِ الجامعة الكبيرة نُخاطبُ أهل البيت بهذهِ العبارات:
(وأصولَ الكرمِ وقادةَ الأُممِ وأولياء النِعَم)

فهُم "صلواتُ اللهِ عليهم" المقصودون في قول الإمام:
(مَن لم يشكر المُنعِمَ مِن المخلوقين لم يشكر اللهَ عزّ وجلّ)

لأنّ هذهِ العناوين (المُنعم، الرازق.. وغيرها) تُطلَقُ على جهتين:
• الجهةُ الأولى: هي اللهُ تعالى وهو ليس بمخلوق
• الجهةُ الثانية: جهةٌ مخلوقةٌ ولكنَّ إنعامَها ورازقيَّتَها هي بعينها رازقيّةُ اللهِ وإنعامُهُ.. لأنَّ اللهَ تعالى أفاضَ رازقيّتَهُ عليها.. بل أعطاها كُلَّ شيء،
أفاض عليها كُلّ صِفاتِ جمالِهِ وجلالِهِ سُبحانه وتعالى..

هذهِ الجهة "المخلوقة" لا تصدقُ إلّا على أهل البيت.. كما يُشيرُ الدعاءُ الرجبيُّ لإمامِ زمانِنا.. حين يقولُ وهو يتحدّثُ عن حقائقِ أهلِ البيت النوريّة يقول:
(لا فَرقَ بينكَ وبينها، إلّا أنّها عبادكَ وخَلْقُك)
فصِفةُ (المُنعِم) التي هي وصفٌ للهِ تعالى.. لا تنطبقُ هذهِ الصِفةُ بمعناها الحقيقي إلّا على مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ..

فالمُنعِمُ مِن المخلوقين هُم محمّدٌ وآل مُحمّدٍ "صلواتُ اللهِ عليهم"..
والإمام الرضا يقول: أنَّ مَن لم يشكرُ المُنعِمَ مِن المخلوقينَ لم يشكر اللهَ عزّ وجلَّ
وسيّدُ الأوصياء يقول: أنّ الأئمةَ الأطهار (وهم المُنعِم مِن المخلوقين) الإمامُ يقولُ أنّهم مُكفَّرون، لا يُشكَرُ مَعروفهم..
فلازمُ ذلكَ أنَّ اللهَ سُبحانَهُ وتعالى مُكفَّرٌ أيضاً، لأنَّ شُكرَهُ لا يتحقّقُ إلّا بِشكرِ المُنعِمِ مِن المخلوقين وهُم أهلُ البيتِ "صلواتُ اللهِ عليهم"..
فما قيمةُ أن يكونَ المؤمنُ الشيعيُّ مُكفَّراً.. إذا كانَ اللهُ تعالى وصفوةُ خلقِهِ مُكفَّرون لا يُشكَرُ معروفهم..!

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
t.me/zahraa_culture
256 viewsedited  12:58
باز کردن / نظر دهید
2022-02-07 15:58:24
231 views12:58
باز کردن / نظر دهید
2022-02-06 10:08:48 وقفة عند المقامِ الرفيع لأهلِ البيت في الدعاء الرجبي لإمام زماننا
:
✦ نقرأ في سُورة الكهف: {وإذ قُلنا للملائكةِ اسجدوا لآدمَ فسجدوا إلّا إبليسَ كان مِن الجن فَفَسقَ عن أمرِ ربّه أفتتّخذونهُ وذُرّيتَهُ أولياءَ مِن دوني وهم لكم عدوّ بئس للظالمين بدلا* ما أشهدتُهم خَلْقَ السماواتِ والأرضِ ولا خَلْقَ أنفُسِهِم وما كنتُ مُتّخذَ المُضلّينَ عَضُدا}

• لاحظوا قولهِ: {وما كُنتُ مُتّخذَ المُضلّين عَضُدا}
الآيةُ تتحدّثُ عن الظالمين وتقولُ بأنّ اللهَ تعالى لم يُشهِدهم خَلْقَ السماواتِ والأرض ولا خَلْقَ أنفُسِهم
يعني أنّهم ما كانوا موجودين قبل خَلْق السماواتِ والأرض ولا كانوا موجودين قبلَ خَلْق أنفُسِهم حتّى يكونوا شهوداً.. وهذا يعني أنّ هناك فئةً أشهدَها اللهُ خَلْقَ السماواتِ والأرض.. وإلّا لا معنى لتخصيص الحديث عن الظالمين إذا كان اللهُ لم يُشهد أحداً مِن خلْقِهِ على الإطلاق خَلْقَ السماواتِ والأرض

هناك ذوات خلَقَها اللهُ تعالى وأشهدَها خَلْقَ السماواتِ والأرض.. يعني أنّ هذه الذوات كانت موجودةً قبل خَلْقِ السماواتِ والأرض، وهي حقائقُ أهلِ البيتِ الأطهار الذين هم مظاهرُ أسماءِ الله تعالى ومجامعُ أسمائهِ 

• ثمّ تقول الآية: {وما كُنتُ مُتّخِذَ المُضِلِّينَ عَضُدَا}
المُضلّون هم الظالمون، ويُقابِلُهم الهادون كما في قولهِ تعالى: {إنّما أنت مُنذِر ولكلِّ قومٍ هاد}
ونبيُّنا الأعظم يقول: (أنا المُنذِر وعليٌّ الهادي، وكلُّ إمامٍ هادٍ للقرنِ الذي هو فيه)
فالهادون الذين هم في مُقابل المُضلّين هم الأئمةُ "صلواتُ اللهِ عليهم"

فالباري لم يتّخذ المُضلّينَ عَضُداً لكنّه اتّخذ أهلَ البيتِ عَضُداً.. كما نقرأُ في دعاءِ إمامِ زمانِنا الذي يُستحَبُّ قراءتُهُ في كلّ يومٍ مِن شهر رجب، نقرأ فيه هذه العبارات التي تتحدّثُ عن حقائق أهل البيت النوريّة فتقول:
(لا فرقَ بينك وبينَها إلّا أنّهم عبادكَ وخلقُك،فَتقُها ورَتْقُها بيدِك بَدؤُها مِنك وعَودُها إليك أعضادٌ وأشهاد)
معنى العبارة:
يعني أنّ الحقائقَ النُوريّةَ القادسة لأهل البيت التي خَلَقها اللهُ قبل خَلْقِ الكائنات.. هذه الحقائقُ النوريّةُ لا فرقَ بينها وبين اللهِ سِوى أنّها ذواتٌ مخلوقة.. فَتقُها ورتْقُها بيدهِ تعالى، بَدؤها مِنهُ وعَودُها إليه

يعني أنّ عِلمَ هذه الحقائق هو عِلْمُ الله، وطهارتُها طهارةُ الله، وولايتُها على هذا الوجود ولايةُ الله
هذا هو معنى لا فرقَ بينكَ وبينها إلّا أنّهم عبادك وخلقُك

اللهُ تعالى أفاض على هذه الحقائق النوريّة صِفاتِ جمالِهِ وجلالِهِ.. فلا فرق بينها وبين الله سُوى أنّها حقائقُ مخلوقة كما يقولُ الدعاءُ الرجبي

• ثمّ يقولُ الدعاء في وصفِ حقائقِ أهل البيت: (أعضادٌ وأشهاد)
اربطوا بين هذه العبارة وبين قولهِ تعالى: {وما كنتُ مُتّخذَ المُضلّينَ عَضُدا}
فالمُضلّون ليسوا أعضاداً ولا أشهاداً.. أمّا أهلُ البيتِ فهُم أعضادٌ للهِ تعالى وأشهادٌ بنصّ دعاء شهر رجب:
(أعضادٌ وأشهاد، ومُناةٌ وأذواد وحَفَظةٌ ورُوّاد)

إلى أن يقولَ الدعاء:
(فبِهِم ملأتَ سماءك وأرضك حتّى ظهرَ أن لا إلهَ إلّا أنت)
الدعاء هنا يتحدّثُ عن الوجهِ الباطن لمحمّدٍ وآلِ محمّد
وإلّا فإنّهم في الوجهِ الظاهرُ يأخذونَ حيّزاً محدوداً مِن الأرض وهو ما يظهرُ لنا..
فهل أنّ ما يظهرُ لنا يُمثّلُ الحقيقة؟
قطعاً لا.. الحقيقةُ أكبر وأعظم مِن ذلك

الدعاءُ يتحدّثُ عن تجلّياتِ أهل البيت في كلِّ طَبَقةٍ مِن طَبَقاتِ الوجود
فأهلُ البيتِ لهم مَظاهر ولهم تجلّياتٌ في عوالم الوجود.. ملأ اللهُ بهذه المظاهر والتجلّياتِ النوريّة السماواتِ والأرضِ حتّى ظهر أن لا إله إلّا الله.. وهذه هي الشهادةُ العظمى، وهذا هو التوحيد

فالشهادةُ تعني حضور.. والشهادةُ العظمى تعني حُضور حقائقِ أهل البيت النوريّة في كلّ طبقاتِ الوجود..
وهذا نفسُ المضمون الذي نقرؤهُ في دعاء كُميل في قولهِ: (وبأسمائك التي ملأت أركان كُلّ شيء)

فهذه الأسماءُ التي ملأتْ أركان كلّ شيء هي حقائقُ أهل البيت.. فهم الأسماءُ الحسنى كما يقولُ إمامُنا الصادق: (نحنُ الأسماء الحسنى)

فقولهِ: (فبِهِم ملأتَ سماءك وأرضك حتّى ظهرَ أن لا إلهَ إلّا أنت)
يعني بمظاهرِ أهل البيت وحقائقهم النوريّة ملأتَ سماءك وأرضك، لأنّ الكائنات خُلقت مِن أنوارهم "صلواتُ الله عليهم"
وقوله: (حتّى ظهَرَ أن لا إلهَ إلّا أنت) هذا الظُهورُ للشهادةِ العُظمى ليس ظُهوراً لفظيّاً.. إنّه ظُهور الفيض
فإنّ "لا إله إلّا الله" عنوانٌ لفيضِ الوجودِ الإلهي.. وهذا الفيضُ تجلّى فيهم "صلوات الله عليهم".. فهم حقيقةُ لا إله إلّا الله، كما نقرأ في الزيارة الجواديّة لإمامِنا الرضا ونحنُ نُخاطِبُ أهل البيت، فنقول:
(السلامُ على شُهورِ الحَول وعَدَدِ الساعات وحروفِ لا إله إلّا الله في الرُقُومِ المُسَطّرات)

تتمة الموضوع على #الرابط التالي
https://www.facebook.com/zahraa.culture/photos/a.1909861142585347/3067340003504116/
#الثقافة_الزهرائية
438 viewsedited  07:08
باز کردن / نظر دهید
2022-02-05 11:07:11 سُؤالٌ طُرِحَ على إمامِنا الهادي عن السببِ في اختلافِ مُعجزاتِ الأنبياء
:
❂ سُئِل إمامُنا الهادي "صلواتُ اللهِ عليه":
(لماذا بَعَث اللهُ مُوسى بن عمرانَ بالعصا ويدَهُ البيضاء وآلةَ السِحْر، وبَعَث عيسى بآلةِ الطِب، وبَعَث مُحمّداً "صلّى اللهُ عليه وآله" بالكلامِ والخُطَب؟
فقال الإمام:
إنّ الله لمّا بَعَث مُوسى كان الغالبُ على أهلِ عَصْرهِ السِحْر.. فأتاهُم مِن عند اللهِ بما لم يكُن في وُسْعِهِم مِثْلُهُ وما أبطل بهِ سِحْرَهُم وأثبتَ بهِ الحُجّةَ عليهم،


وإنّ اللهَ بَعَث عيسى في وقتٍ قد ظهرت فيه الزماناتُ -أي العاهات والأمراض- واحتاجَ الناسُ إلى الطِب.. فأتاهُم مِن عند اللهِ بما لم يكُن عندَهُم مِثلُهُ، وبما أحيا لهُمُ الموتى وأبرأ الأكمهَ والأبرصَ بإذن اللّهِ وأثبتَ بهِ الحُجّةَ عليهم،

وإنّ اللهَ بعَثَ مُحمّداً "صلّى اللهُ عليه وآله" في وقتٍ كان الغالبُ على أهل عصرهِ الخُطَبُ والكلام‌، وأظُنُّهُ قال الشِعْر -هذا الظنُّ مِن الرواي وليس من الإمام-
فأتاهُم مِن عند اللهِ مِن مواعِظِهِ وحِكَمِهِ ما أبطلَ بهِ قولَهُم وأثبتَ بهِ الحُجّة عليهم
فقال له ابنُ السكّيت:
تاللهِ ما رأيتُ مِثلك قطُّ.. فما الحجّةُ على الخَلْقِ اليومَ؟

قال الإمام: العقل، يُعرَفُ بهِ الصادقُ على اللهِ فيُصدِّقُهُ والكاذبُ على اللهِ فيُكذِّبُهُ)
[الكافي الشريف: ج1]

[وقفة توضيح]
الإمامُ في هذهِ الرواية تحدَّثَ عن حُجَجِ اللهِ الظاهرة على الناس (وهي الأنبياء والأوصياء)
وعن الحُجّةِ الباطنة وهي العقل

والمُراد مِن الحجّة: يعني مُنتهى الوضوح، مُنتهى البرهان،
فالحجّةُ الظاهرةُ في مُنتهاها هُم الأنبياءُ والأوصياء بما أُيِّدوا بهِ مِن معجزات ودلائل..
وأمّا الحجّةُ الباطنةُ في مُنتهاها فهي العقول
ولا يُمكن أنْ تتناقضَ هذهِ الحُجَجُ فيما بينها..
لابُدَّ أن يكون هُناكَ توافقٌ واضحٌ بين الحُجَجِ الباطنةِ وبينَ الحُجَجِ الظاهرة..
فما نأخذُهُ من الحُجَجِ الظاهرة مِن كلامٍ وحديثٍ لابُدَّ أن يكونَ مُتطابقاً مع الحُجَجِ الباطنة (وهي العقول).. وإلّا كيف كانت هذهِ حُجَج وهذهِ حُجَج؟!

حديثُ الأنبياءِ والأوصياءِ مُطابقٌ للحجّةِ الباطنةِ وهي العقل،
فالأنبياء كما وَرَدَ في أحاديثِ العترةِ إنّما بُعِثوا لإثارةِ دفائنِ العقول.. فحديثُهُم مطابقٌ لحُكم العقل الحجّة

والمراد مِن العقل الذي يكونُ حُجّةً على العباد: هو العقلُ الذي يُدرِكُ بديهيّاتِ الأشياءِ والمسائلِ الضروريّةِ التي يتّفِقُ عليها الجميع.. سواء كانوا مِن أهلِ الدياناتِ أم لم يكونوا مِن أهلِ الديانات،
سواء كانوا مِن أهلِ الشرقِ أم كانوا مِن أهلِ الغرب،
سواء كانوا مِن أهلِ العِلْم أم لم يكونوا كذلك،
فهناك بديهيّاتٌ يتّفقُ عليها الناس عُموماً على اختلافِ مشاربِهِم وأذواقِهِم الدينيّةِ والفكريّة.. مِثل بديهة: أنَّ النقيضانِ لا يجتمعان، وبديهة أنَّ الكُل أكبرُ مِن الجزء، وأنَّ الأثرَ يدلُّ على المُؤثّر، وأمثال ذلك مِن البديهيات التي يتّفِقُ عليها الجميع..
هذا هو المُرادُ مِن العقلِ الحجّةِ الذي تحدّثتْ عنهُ الروايات وقالت بأنّهُ حجّةٌ باطنة على العباد
هو العقلُ الذي يُدركُ البديهيّاتِ الضروريّة التي لا يختلفُ عليها أحد من البشر

أمّا العقلُ العمليُّ (التجريبي) الذي يأتي مِن مناشئ مُختلفة، فتدخلُ في تكوينِهِ الوِراثةُ والأعرافُ والتقاليدُ والثقافةُ العامّةُ والتربيةُ في المنزل والتربيةُ في المجتمع والتعليم، وحجم المعلومات ونوع الاختصاص ونوع العِلْم ونوع الثقافة، والتجارب الحياتيّة التي يُشاهِدُها الإنسان أو يعيشُها.. وعوامل أخرى عديدة.. فهذا ليس العقلُ الذي وُصِفَ في الرواياتِ بأنّهُ حجّةٌ باطنة
لأنَّ هذا العقل تتدخّلُ في تكوينِهِ عواملُ عديدة.. فلا تكونُ نتائجُ حُكمِهِ واحدة، لاختلافِ هذا العقل عند الناس باختلافِ العوامل التي تدخّلتْ في تكوينِهِ.

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
t.me/zahraa_culture
27 viewsedited  08:07
باز کردن / نظر دهید