2023-02-21 14:02:07
#الابتلاءات .. دروس وعبر
الابتلاءات والمصائب تمتحن إيماننا وصمودنا وتختبر صدق الأفكار التي نتبناها..فبعض الأفكار، التي هي من اليقينيات ومن أساسيات الإيمان والإسلام، تدخل بردا وسلاما على قلوبنا كلما تشبثنا بها وحاولنا استيعابها مجددا. من بينها:
- أنّ الموت لم يسرق أعز الناس بل أذِن الله (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ) خلقا، والذي ( أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا) أن تُقبض روح فلان بأجل محدّد لا يؤخّر ولا يُقدّم (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا).
- أنّنا من الله وإلى الله (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) فنحن من الله؛ خلقنا في إحدى أعظم معجزاته وهي معجزة الخلق وتولانا بحفظه ورعايته ومعيّته سنرجع إليه حتما.
- الدنيا دار ابتلاء ودار عبور وليست دار بقاء فلا ينبغي أن نطمئن ونرضى بها، والآخرة هي دار الخلود الأبدي.
- المؤمن التقي الذي اجتاز امتحاناته وابتلاءاته بروح صابرة راضية محتسبة وتيقن أنّ ( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) سيتولّى الله هداية قلبه وتثبيته والربط عليه.
- الاعتقاد الجازم بحكمة الله وقدرته وعلمه الواسع.
ويلخص كل ما مضى: مبدأ التسليم لله تعالى في كل ما أراده والذي هو من تمام العبودية له تعالى (وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، ومن تمام الإيمان بالغيب كذلك.
والمؤمن التقيّ سيخرج من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة وسوف لن يكدّر صفوه كدر (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ).
وعظمة هذا الدين تتجلّى في هذا الوضوح وفي هذا الرصيد الإيماني الثري الذي ما إن تشبّعت به روح المؤمن خرج من الظلمات إلى النور وطرد شكوكه وتساؤلاته جانبا، ثم استفرغ وسعه واجتهد في عمل الصالحات والتزود بها وبالتوبة النصوح إلى أن يلقى ربّه وهو راض عنه. فاللهم نسألك الثبات والصبر وأن تربط على قلوبنا وقلوب المكلومين كما ربطت على فؤاد أمّ موسى إنّك قريب سميع محيب الدعاء.
Noor Yusuf
674 views11:02