Get Mystery Box with random crypto!

كتابات علي المؤمن

لوگوی کانال تلگرام alialmomen64 — كتابات علي المؤمن ك
لوگوی کانال تلگرام alialmomen64 — كتابات علي المؤمن
آدرس کانال: @alialmomen64
دسته بندی ها: ادبیات
زبان: فارسی
مشترکین: 5.43K
توضیحات از کانال

قناة خاصة بكتابات علي المؤمن

Ratings & Reviews

3.00

2 reviews

Reviews can be left only by registered users. All reviews are moderated by admins.

5 stars

1

4 stars

0

3 stars

0

2 stars

0

1 stars

1


آخرین پیام ها 12

2022-04-25 23:42:11 العلمانية بين شريعة محمد وشريعة عيسى/ 7
علي المؤمن

بذل علمانيو البيئة الإسلامية قصارى جهودهم للمساواة بين الديانة المسيحية الأوروبية الثيوقراطية السلطوية وقاعدتها الروحية الأخلاقية العيسوية، وبين إسلام محمد بن عبد الله وشريعته، وصولاً الى استخدام معادلات الانقلاب العلماني الأوروبي على المسيحية الأوروبية التلفيقية، وإسقاطها على الواقع الإسلامي، وكان هدفهم فرض مخرجات عصر (التنوير) العلماني الأوروبي وفكره ونظمه الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، على بلاد المسلمين، أي أنه هدف عقدي استعماري، وليس هدفاً نهضوياً، لأن هذه المساواة والاسقاطات، مبنية على الجهل بجدلية العلاقة بين التراكم التاريخي للوقائع الاجتماعية، والذي يعطي للبيئة الاجتماعية خصوصياتها وأنماط حياتها وفلسفتها في العيش، وكذلك الجهل بالفرق الجوهري بين الديانتين الإسلامية والمسيحية، أي أنها تشبيهات وإسقاطات متهافتة، وتعاني من انسدادات فكرية عميقة.

وبمراجعة متأنية لمبادئ الإسلام وتعاليمة وأصوله وفروعه وأحكامه؛ يمكن بسهولة وعي حقيقة استحالة الفصل بين منظومة الشريعة الإسلامية، وبين الشأن العام والدولة والسياسة والاقتصاد والثقافة المجتمعية؛ فأغلب أحكام الشريعة، تنطوي على أنساق ونظم اجتماعية لتنظيم حياة المسلمين بكل جوانبها، سواء في الجانب العبادي والروحي أو في الجوانب الاقتصادية والسياسية والثقافية والقانونية، أي أن السياسة والعمل السياسي وأهداف العمل السياسي والممارسة السياسة والحكم؛ كلها جزء من شريعة الإسلام وثوابته، كما إن السياسة والحكم في القرآن وسنة رسول الله والأئمة، ليسا فعلاً أو فكراً أو هدفاً مستقلاً عن الدين وشريعته، بل هما جزء لايتجزء عن الإسلام. كما لايوجد فصل - مطلقاً - بين أجزاء الشريعة الاسلامية، فهي تكمل بعضها الآخر. وهذا كله غير موجود في دين السيد المسيح وسنته وسيرته.

وعليه؛ فإن ثنائية الدين والسياسة أو الدين والدولة، لاوجود لها في الإسلام، لأن هذه الثنائية هي نتاج دين مختلف عن الإسلام، ومناخ ديني فكري سياسي مختلف عن مناخ الشريعة الإسلامية ومخرجاتها، إذ ظل المناخ الأوروبي يعيش طيلة قرون طويلة معادلة الصراع بين النظم الثيوقراطية والملكية المطلقة والكنيسة من جهة، والمقاومة العلمانية الأوروبية ذات الجذور الوثنية من جهة أخرى، والتي انتهت الى ما عرف بعصر التنوير والنهضة الأوربية الفكرية والعلمية والقانونية والسياسية، وظهور الأنظمة العلمانية (الليبرالية الديمقراطية)، بدءاً من أواخر القرن الثامن عشر الميلادي. وهي وقائع تراكمية تاريخية لاتمت الى مناخ الشريعة الإسلامية بأية صلة.

ولذلك؛ فإن قياس الاسلام وشريعته، على الديانة المسيحية والنظم الثيوقراطية الأوروبية، إنما هو قياس باطل منهجياً، وكذلك قياس الصراع بين الكنيسة وجماعات التنوير في عصر النهضة الأوربية، على المنظومة الدينية الإسلامية وعلاقتها بالواقع الاجتماعي لبلاد المسلمين، هو قياس باطل أيضاً، لأن هناك اختلافاً حاسماً وأساساً بين الشريعة الاسلامية والعقيدة المسيحية، وبين سلطة الكنيسة ودورها من جهة، وسلطة الشريعة الإسلامية ودور المرجعية الدينية الإسلامية من جهة أخرى. فديانة النبي عيسى المسيح الأصلية، هي عبارة عن تعاليم روحية وأخلاقية، ولايوجد فيها شريعة ولانظم اقتصادية وقانونية وسياسية وجهادية، كما أن النظام الكنسي برمته هو مخلوق بشري بالكامل، وليس له أي أصل تشريعي ديني. وبالتالي؛ فإن العلمانية هي نتاج محلي أوروبي مسيحي، ذو جذور وثنية، ومفصل على مقاسات المناخ الأوروبي وديانته ومخاضاته وظروفه وصراعاته الاجتماعية، ولايمكن أن تكون منظومة فكرية سياسية إنسانية عامة، يمكن استيرادها وفرضها على بيئات أخرى مختلفة، كالبيئة الإسلامية.

أما ديانة النبي الخاتم محمد؛ فإنها ترتكز على عقيدة وشريعة متعاضدتين، تستوعبان كل النظم الحياتية، كما تشتملان إلزاماً على سلطة تنفيذية تعمل على تطبيق هذه النظم بالوسائل التي حددتها الشريعة نفسها، أي أن الإسلام لايتضمن عقيدة وشريعة وحسب، بل يحتوي على أدوات مقننة حاسمة لحماية العقيدة وتطبيق الشريعة وتنفيذ أحكامها، وهو ما تفتقد اليه كل الديانات الأخرى، ما يعني أن العمل السياسي في الإسلام يقننه الفقه السياسي الاسلامي ويهدف الى تطبيق الشريعة الاسلامية من خلال المرجعية الاسلامية والدولة.

لذلك؛ أرى من الضروري جداً أن يطّلع العلمانيون في البلدان الإسلامية على أحكام الشريعة الإسلامية في مصدريها الأصليين (القران والصحيح من السنة الشريفة) والمصادر الاجتهادية، خاصة الأحكام الاجتماعية، بدلاً من إطلاق الأحكام جزافاً، وتقمص شخصية المفتي بدون علم، وليتعرفوا على مستوى موضوعية فتاواهم القاضية بفصل الإسلام عن السياسة والدولة وعموم الشأن العام، وفيما لو كان ذلك ممكناً من منظار الإسلام !!.
317 views20:42
باز کردن / نظر دهید
2022-04-25 23:41:19 المسلمين؟!

والحقيقة؛ إن الخصوصية المحلية التراكمية للبيئة الأوروبية ودينها المسيحي التلفيقي؛ تجعلان من غير الممكن نقل تجربة الانقلاب على المسيحية الأوروبية السلطوية الحاكمة، الى بيئات أخرى، ومنها بلاد العرب والمسلمين؛ فلا البيئة الأوروبية وصيرورتها التراكمية الإجتماعية والتاريخية تشبه بيئات المسلمين ومسارات تكوينها، ولا المسيحية الروحية الأوروبية تشبه الدين الإسلامي وعقيدته وتشريعاته المتكاملة، بل إن الإسلام يختلف جذرياً حتى عن الديانة المسيحية الروحية الأخلاقية الأصلية نفسها، وليس المسيحية الأوروبية وحسب، لأن دين السيد المسيح يخلو من التفصيل العقدي ومن التشريع، وهو ما ينسجم مع الواقع الذي ظهرت في إطاره رسالة السيد المسيح، بل هو الأمر الذي اضطر المبشر "بولس" الى التأسيس للعقيدة المسيحية بالتدريج، وكتابة أغلب الانجيل بعد عقود على عروج السيد المسيح، كما اضطر الكهنوت المسيحي الى التحالف مع الإمبراطور الروماني الوثني قسطنطين الأول، لحماية المسيحيين ونشر المسيحية، مقابل إعلانه قديساً وإمبراطوراً للمسيحيين وللعالم، ومبشراً بالمسيحية بالسيف والقهر.

ولذلك؛ ليس مستغرباً أن تشكل النخب المسيحية الشرقية أغلبية رواد الانقلاب العلماني على الدين في بلاد المسلمين، بالنظر لقرابتها الروحية الدينية مع أوروبا المسيحية، ولأنها تتماهي لزاماً مع النخب الأوروبية الثائرة ضد النظم الثيواقراطية والاستبداد الكنسي، والتي باتت تمسك بزمام السلطات الاستعمارية والجيوش المحتلة لبلاد المسلمين، وباتت تشكل دعماً دينياً واجتماعياً وسياسياً واقتصادياً مباشراً لمسيحيي الشرق خاصة. وربما كانت هذه النخب تشبِّه معاناتها من الثيوقراطيات المسلمة وعموم مناخاتها الاجتماعية، وخاصة الدولة العثمانية، بمعاناة أبناء دينها المتحررين من الثيوقراطيات المسيحية والاستبداد الكنيسي.

ولعل أهم ستة مفكرين عرب قادوا حملة الترويج للفكر العلماني والمذهب الليبرالي في المجتمعات العربية، هم: أحمد لطفي السيد وقاسم أمين وطه حسين وسلامة موسى وشبلي شميل وفرح انطوان، وهؤلاء نصفهم مسيحيين، وهو عدد كبير قياساً بنسبة المسيحيين العرب الى عدد سكان البلاد العربية المسلمین، ما یعني أن أغلبية نخب مسيحيي الشرق تمثل أنموذجاً للتبعية الروحية والفكرية والسياسية للمد العلماني الأوروبي السلطوي. وفي الوقت نفسه، لم تكن النخب المسلمة بمنآى عن هذه التبعية، كما ذكرنا، لكن الثأثيرات العاطفية للقرابة الدينية والشعور بالاستقواء الديني لدى النخب المسيحية، ظل يلعب دوراً مهماً في هذا المجال.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمتابعة "كتابات علي المؤمن" الجديدة وارشيف مقالاته ومؤلفاته بنسخة (Pdf) على تلغرام: https://t.me/alialmomen64
342 views20:41
باز کردن / نظر دهید
2022-04-25 23:41:19 العلمانية قاعدة الاحتلال الاستعماري الغربي المستدام/ 6
علي المؤمن

لم تكتف جيوش الاستعمار العلماني الأوروبي، وخاصة البريطاني والفرنسي، ثم الأمريكي، بفرض دينها المسيحي، على الشعوب المحتلة، كما مر في الأقسام السابقة، بل أرغمتها أيضاً على اعتناق العقيدة العلمانية الغربية بجذورها الوثنية الأوربية، فكانت المسيحية الأوروبية، بنسختها الروحية الجديدة، والعلمانية الأوروبية بثوبها الليبرالي الديمقراطي، هما القاعدتان الايديولوجيتان اللتان تمكن الاستعمار الغربي من خلالهما فرض وجوده ومصالحه على الشعوب الأخرى، حتى بعد خروج جيوشه وسلطاته المباشرة من البلدان المحتلة، ومنحه استقلالها الشكلي، أي أن العلمانية كانت ولاتزال أهم قاعدة للاحتلال الفكري والسياسي والاقتصادي الغربي المستدام لبلاد المسلمين.

وكانت نتيجة هذا المنهج الاستعماري، القوي في بنائه؛ ظهور نخب سياسية وثقافية عميلة فكرياً، ومشبعة بأدبيات المحتل ومفاهيمه ومصطلحاته ولغته، لكنه تشبعٌ قشري سطحي، لا يرقى الى فكر الاستقلال السياسي والاقتصادي الغربي، ولا الى النهضة العلمية والتكنولوجية الغربية، لأن الغرب فرض أدبياته ومفاهيمه الفكرية والسياسية على هذه النخب، وسلبها إرادة الاستقلال والنمو والتطوير الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي. وهكذا ظل بناء السلطة، والتمسك بها، هو الهمّ الأساس للنخب العلمانية المحلية في البلدان العربية والمسلمة، سواء كانت في السلطة أو في المعارضة، العسكرية منها والمدنية، وليس همها بناء الدولة ونظامها السياسي وسلطاتها، واقتصادها وتعليمها ووسائل استثمار ثرواتها. كما قامت سياسات هذه النخب في بناء السلطة، على محاربة الإسلام وشريعته، وليس على ما يفرزه الواقع الاجتماعي للشعب وقاعدته الدينية، لأن الاستعمار الغربي زرع في عقول هذه النخب بأن مشكلة بناء الدولة والتطور الاجتماعي والاقتصادي والعلمي هو الدين وتشريعاته، ويجب التخلص من هذه التشريعات المتخلفة الرجعية التي تعيق كل أنواع التطور والتقدم، أسوة بما فعلته النخب الغربية حين تخلصت من هيمنة الدين خلال عصر النهضة والتنوير.

ولعل من أهم أسباب نفوذ العلمانية والليبرالية الى مجتمعات المسلمين: احتكاك النخب المحلية بالغرب والانبهار بانجازاته المادية، واليأس من الحلول المحلية للاستبداد السياسي، والتخلف بكل تمظهراته العلمية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية. هذه الأسباب دفعت بعض المثقفين والسياسين العرب والمسلمين الى البحث عن علاجات وأفكار نقدية للواقع، فوجد قسم منهم في الماركسية أو القومية العنصرية أو العلمانية والليبرالية، دواءً لأمراض المجتمعات العربية والمسلمة، هذا فيما لو أحسنا الظن بهذه النخب، وأنهم لم يكونوا عملاء فكريين وسياسيين للغرب والشرق. بيد أن هذه المستحضرات الدوائية الفكرية الاجتماعية، لم تكن لتصلح لكل بيئة، بل ثبت أن استخدامها خارج بيئتها الغربية، وخاصة بهدف مواجهة الإسلام وشريعته، تؤدي الى مضاعفات خطيرة، لأنها مادة فكرية وايديولوجية اجتماعية، وليس كأدوية الطب وعلوم الهندسة والزراعة والصناعة، والتي يمكن استخدامها في كل مكان وعلى كل البشر، بصرف النظر عن نوعية الدين والعرف، وهو ما لا يمكن تعيمه على الأفكار والمذاهب الاجتماعية والسياسية والنظم القانونية، لأن هذه الفلسفات والأفكار تتعرض تعارضاً عميقاً مع الإسلام وشريعته، ومع الأعراف والبنى الاجتماعية للمسلمين.

هذا فضلاً عن أن العلمانية والرأسمالية والليبرالية هي القواعد التي قام عليها الإستعمار بكل ألوانه، فالعلمانية بعد أن طردت الدين من الحياة والدولة والقانون، فإنها توجهت لاحتلال أراضي الغير واستعباد الشعوب، بحثاً عن الموارد الخام والمواد الطبيعية وأسواق جديدة. أما الليبرالية فهي الايديولوجيا الاجتماعية التي بررت للغرب المستعمر الغازي كل أنواع الغزو الثقافي والفكري للمجتمعات الغربية والمسلمة، وفرض الحكام العملاء والدعاية للمثقفين التغريبيين.

وربما كان من حسن حظ الاستعمار الغربي وسوء حظ الشعوب المسلمة؛ إن عطش النخب العلمانية المحلية الى السلطة وصراعاتها عليها، واندفاعها للتعبير عن عمالتها السياسية للغرب، وكذا اندفاع النخب الثقافية باتجاه التعبير عن عمالتها الفكرية للغرب، وانبهارها بتطوره العسكري والعلمي والتكنولوجي؛ قد راكم من أميّتها الفكرية، بحيث لم تلتفت الى الفرق الهائل بين الدين الإسلامي وبين الدين المسيحي، بنسختيه الروحية والسلطوية، بل وعدم الالتفات الى خديعة التعميم العلماني الغربي لمفهوم الدين. وفي المقابل؛ لعب التفوق الغربي في جانب المكر والخديعة، وفي الجانب العسكري والاستخباري؛ دوراً أساساً في تمرير هذا الفهم الغربي للدين، دون أن يسأل أحدهم: ما هو الدين الذي يقصده الغرب؟ هل هو الدين الروحي الأخلاقي المسيحي، أم الدين الإسلامي المتكامل في عقيدته وشريعته؟ وهل يمكن نقل مناخات قرون من الصراع العلماني الأوروبي مع المسيحية القسطنطينية، الى بيئات
375 views20:41
باز کردن / نظر دهید
2022-04-25 23:39:36
399 views20:39
باز کردن / نظر دهید
2022-04-25 23:39:31 الإسقاط الذي يحمله المنشور التالي، وهو يستنطق توجهات الإعلام الطائفي الحالي؛ لفت نظري بشدة الى نوعية الدعاية التي بثها - آنذاك - آل أمية في الشام، والخوارج في العراق، والجمليون في الحجاز، بعد مقتل الإمام، فقلت: آجر الله الإمامين الحسن والحسين وآل البيت، على عظم الحرب الدعائية التي تعرضوا لها حينها، كما يتعرض لها أتباعهم اليوم:
391 views20:39
باز کردن / نظر دهید
2022-04-25 23:38:21 في ذكرى استشهاد إمام الإنسانية علي بن ابي طالب:

الإنسان الكامل علي بن ابي طالب؛ هو المشترك الموضوعي الذي تجتمع البشرية على سلوكه، ويتوحد المسلمون على فكره وعمله، ويتراص بنيان أتباع اهل البيت بولايته.

وذكرى استشهاده محطة لإعادة إنتاج خلقنا وسلوكنا وفكرنا وولائنا وانتمائنا، لكي نقترب أكثر من مستوى انسانية علي واخلاقه وسلوكه وفكره وانتمائه، إذ لاينفع الحب دون التأسي بالحبيب، ولاينفع الولاء له دون اقتفاء أثره.

علي المؤمن
21 رمضان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمتابعة "كتابات علي المؤمن" الجديدة وارشيف مقالاته ومؤلفاته بنسخة (Pdf) على تلغرام: https://t.me/alialmomen64
418 views20:38
باز کردن / نظر دهید
2022-04-25 23:37:31 الدراما التركية التاريخية وتحسين صورة المستعمر العثماني
علي المؤمن

العثمانيون قبيلة بدوية وثنية من منطقة تركستان الصينية، هربوا من موطنهم الأصلي، إثر الهجوم المغولي بقيادة جنكيزخان على الصين خلال القرن الثالث عشر الميلادي، واتجهوا الى آسيا الوسطى ثم الى الأناضول، والتي حوّلوها الى منطقة تركية بالسيف، أي أن العثمانيين هم من العرق الأصفر، المتميز بشكله الصيني والمنغولي والكوري، حالهم حال السلاجقة، الذين سبقوا العثمانيين في الوصول الى الأناضول، أما نصف سكان تركيا الحالية تقريباً ذوي السحنة البيضاء والشكل الأوروبي؛ فهم ليسوا أتراكاً، بل من أصول قفقازية وأوروبية، وتحديداً رومانية وإيطالية وألبانية وبلغارية ويونانية، وهم سكان تركيا الأصليون الذين أجبرهم الاحتلال السلجوقي ثم العثماني على أن يتتركوا، بينما ينتمي كثير من سكان جنوب وشرق تركيا، أي مايقرب من 30% من سكان تركيا الحاليين، فهم آشوريون وأرمن وكرد وعرب وسوريون، وبالتالي؛ فإن نسبة الأتراك الأصليين في تركيا الحالية لايزيد عن 20% من سكان تركيا، بل ان تسمية تركيا بهذا الإسم، تم بعد انهيار الدولة العثمانية في العام 1923.

وبعد أن استعمر العثمانيون جزءاً من الأناضول، أعلن جدهم ارطغرل (والد عثمان) إسلامه، ليبدأ رحلة الاستيلاء على كامل الأناضول بالتدريج، باسم الجهاد من أجل نشر الإسلام، وبدعم قبيلته التركستانية الوثنية، التي أسلمت هي الأخرى. واستخدم العثمانيون شتى الوسائل الوحشية لتنفيذ خطتهم، بدءاً بالغزو واحتلال الأراضي وتشريد السكان الأصليين وتغيير التركيبة الديمغرافية للمناطق التي يحتلونها، وانتهاء بالقتل وتهديم البيوت على ساكنيها، وحرق المزارع والمدن، ومصادرة الأموال والممتلكات، واختطاف النساء وسبيهن واغتصابهن.

وكانت ممارسات العثمانيين في المناطق التي احتلوها، ولا سيما البلدان العربية وبلدان شرق أوربا، في غاية البشاعة والاستهتار بأبسط حقوق الإنسان، إذ تحوّلت قلاع العثمانيين وقصورهم الى منبت للجريمة الشاملة المنظمة، بما فيها الجرائم الوحشية بين أبناء الأسرة الواحدة؛ فكان السلطان الأب يقتل أبناءه وإخوانه أو يسمل عيونهم، دون أدنى رحمة وعاطفة إنسانية فطرية، لكي لا ينافسوه على الحكم. كما كانت الجواري الأوروبيات هن الحاكمات في القصور غالباً. أما شيوخ الدين في الدولة العثمانية؛ فلم يكونوا سوى هياكل آدمية معممة ملتحية، تتحرك وتتكلم وتفتي بما يشاء السلطان أو صاحب القدرة، بل كما تشاء الجارية الأوروبية النصرانية، إن كانت هي صاحب القدرة.

والأبشع من كل ذلك على الإطلاق، هو أن كل تلك الموبقات كانت تحدث بشعارات دينية وتحت راية الإسلام، فكان كل أشكال الاحتلال العنصري الهمجي الذي يهدف الى الاستيلاء على أراضي الغير وثرواتهم، وسبي النساء وقتل الرجال وخطف الاطفال، يسمى فتحاً إسلامياً، وكان السلطان الغازي يسمى الخليفة الفاتح، بينما هو ليس أكثر من سفاح وجزار يركض وراء شهواته من "المال" و"النساء" و"السلطة"، وهي الدعائم الثلاث للسلطنة العثمانية البدوية.

ولذلك؛ فإن ما ارتكبه تنظيم داعش في العراق وسوريا، هي صورة نمطية عن الممارسات العثمانية في الغزو والاستيلاء وانتهاك الحرمات، إن لم تكن ممارسات العثمانيين أسوء بكثير، لأن تنظيم داعش ظل يحفظ الظاهر الديني وهو يمارس جرائمه، بينما كان السلاطين والأمراء العثمانيون لايحفظون حتى الظاهر الديني في سلوكهم العام والخاص، بل يتجاهرون في ممارسة المحرمات، شأنهم شأن السلاطين الأمويين والعباسيين والأيوبيين.

ولم تكن هذه الروح العدوانية الشريرة سلوكاً فردياً لسلطان بذاته أو أمير بعينه، بل هو سلوك نمطي ثابت للدولة العثمانية على مدى تاريخها الدموي، سواء كان ذلك في عهد عثمان نفسه أو أبيه الوثني ارطغرل أو أحفاده سليم الأول ومحمد الثاني ومراد الرابع وغيرهم. ولا أعتقد أننا سنأت بجديد في هذا المجال، حتى لو كتبنا آلاف الصفحات عن السلوكيات الشاذة الإجرامية للسلطنة العثمانية.

ولكن؛ الجديد هو موجة المسلسلات التركية التاريخية التي أخذت تغزو القنوات العربية منذ حوالي خمس عشرة سنة، بهدف تحسين الصورة البشعة للعثماني وأصوله وممارساته، والترويج لغزواته وتوسعاته، وإظهاره بمظهر البطل الفاتح المؤمن.

إن الرسالة العامة لهذه المسلسلات، والمبنية على تزييف الحقائق التاريخية، والعبث بمضامين العثمانيين وأشكالهم، تدخل في إطار الدعاية الناعمة للدولة التركية الجديدة في حنينها الى الماضي العثماني الطامع، وهي رسالة سياسية قبل أن تكون فنية أو تعنى بتوثيق التاريخ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمتابعة "كتابات علي المؤمن" الجديدة وارشيف مقالاته ومؤلفاته بنسخة (Pdf) على تلغرام: https://t.me/alialmomen64
658 views20:37
باز کردن / نظر دهید