2021-11-10 17:37:38
[
طريقة الإمام احمد بن حنبل رضي الله عنه مع الحكام ]
( من التلبيس على نهج الإمام أحمد أنه يطيع الحاكم في كل شيء بل زعموا انه لا يجوز الإنكار عليه اقتداء بمذهب الإمام )
ظهرت بدعة المعتزلة وتقوت بالحكام في زمن المأمون وأجاب عدد من علماء بغداد في حينها ظنًا منهم أنهم مكرهون .
وثبَّت الله سبحانه الإمام أحمد رضي الله عنه ، ولم يجب دعوتهم ، فأمر المعتصم بسجنه ، فلما عرض الإمام على المعتصم ولم يجب أمر بجلده ثمانين جلدة ثم جاء بعده الواثق وهو من أخبث وأظلم من جاء بهذه المحنة ، واطلق يد أحمد بن أبي دؤاد حتى انه كان يمتحن اسارى المسلمين عند الروم .
وكل هذا والإمام قد ثبَّته الله تعالى على قول الحق ولم يرضخ لكل التعذيب بل والتحريض على قتله حتى قيل للخليفة ( اقتله ودمه في عنقي ) ووصل الأمر أن قال عن نفسه رحمه الله ( وذهب عقلي مرارًا ) .
وكان يقول لهم : ما اعرف هذا ، ماسمعت بهذا ايتوني بدليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
وكان ينكر على الخلفاء هذه البدعة الشنيعة المضادة لشرع الله تعالى .
هذه أسطر في ذكر بعض ما مر به الإمام مجملًا وبهذا نخلص إلى منهجه الواضح بأمور:
1.الإمام أحمد رضي الله عنه لم يخرج على الخلفاء ولم يطالب بذلك خشية الفتنة.
2.الإمام أنكر على الخلفاء بدعتهم ولم يجبهم إلى ما دعوه اليه.
لم يسكت ويقول أنا مكره ، أو خشي على صدارته للحديث أو قال بأن الدعوة الى الدين ستتأثر إن مات ، كما يفعل المبتدعة اليوم .
3. الإمام لم يدعو الى طاعة الحاكم المطلقة وزعم انها واجبة ولا يجوز الإنكار عليه ، بل اشتد انكاره ، بدليل انهم عذبوه ولم يجب وكان يقف في دار الخلافة ويقول ايتوني بدليل من الكتاب والسنة .
بينما من يزعم انه متبع للإمام يدعو الناس الى طاعة الحاكم طاعة مطلقة وإن خالف قطعيًا من قطعيات الدين .
4. .العلماء الذين أجابوا في المحنة غفر الله تعالى لهم لم يدعوا الناس إلى القول ببدعة المعتزلة بل كان المعتزلة يفعلون ذلك .
وما دعوا الناس الى طاعة الحاكم والاستجابة للمعتزلة وهم يعلمون شناعة قولهم هذا .
5 .تشابهت قلوب المعتزلة مع دعاة طاعة الحاكم المطلقة فكلا الفريقين يستحل دم مخالفه .
6. بون شاسع بين حكام الخلافة العباسية وحكام العصر ولا سبيل للمقارنة.
فبهاذا التقرير يلوح لنا ما يلي :
أولًا . أن الإنكار على الحاكم اذا خالف الشرع القطعي ، واجب شرعي .
ثانيًا . فرق بين الإنكار والخروج على الحاكم .
فإلانكار لا يُترك ، والخروج يترك كما بين العلماء شروط الخروج .
وقد قال قبل أن يموت رحمه الله :
« من دعا منهم أي ( الخلفاء ) إلى بدعة فلا تجيبوه ولا كرامة »
وكتب
فارس الخزرجي.
https://t.me/FarisAlKhazraji
727 viewsedited 14:37