2021-10-23 19:42:25
سلسلة :
مذهب الحنابلة العقدي بين الحقيقة والدعاوى.
المقال الرابع والأخير :
ثبوت رواية حنبل ( لا كيف ولا معنى ) ونقض عدم ثبوتها وفساد تأويل من أولها.وطي صفحة حصر المذهب الحنبلي في اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .
يعتمد النافون _ التيميون _ لقول الإمام أحمد رحمه الله وعلماء المذهب ( بتفويض معاني الصفات الخبرية ) و رد راوية الإمام حنبل بن اسحق بن حنبل على :
على نقد شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمهما الله - للرواية .. دون بحث علمي متجرد ، فيجد القارئ أنهم يكررون كلامه دون نظرة علمية متجردة ، بل دون الرجوع إلى مدونات المذهب الحنبلي العقدية .
فتارة :
يشير إلى ضعفها وأن حنبل له مفاريد ينفرد بها من الروايات في الفقه والجماهير يرروون خلافه .
وتارة :
يؤولها : بقوله :« فقال أبو عبد الله: نؤمن بها، ونصدق بها، ولا كيف ولا معنى - أي لا نكيفها ولا نحرفها بالتأويل، فنقول: معناها كذا - ولا نرد منها شيئاً، ونعلم أن ما جاء به الرسول حق، إذا كان بأسانيد صحاح، ولا نرد على الله قوله، ولا يوصف الله بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد ولا غاية، ليس كمثله شيء (ردء تعارض العقل (2 /31) ).
نقض عدم ثوبتها :
1.نقل الخلال وغيره لهذه الرواية دون تعقب أو نقد مثلما نقل ونقد غيرها من الروايات الفقهية كما في المقال الثاني .
2. تقي الدين نفسه من روى رواية حنبل ( لا كيف ولا معنى ). لمن قال بأنها لا تثبت .
3.
من أهم المسائل التي ينقض بها كلام تقي الدين : مسلكه في التعامل مع روايات حنبل .
فنجد مثلًا : رغم تصريح الخلال وابي بكر بغلط حنبل في رواية قبول شهادة اهل الذمة في بعضهم البعض ، إلا أن ابن تيمية أخذ بها :فههنا مسألة : لماذا ردّ ثم أوّلَ رواية عقدية لم يصرح بخطأ نقلها الخلال ولا أبو بكر أو غيرهما ، ثم في مسألة صرح ايمة المذهب بغلط حنبل في نقلها ثم يأخذ بها :
قال المرداوي : وعنه: أن شهادة بعض أهل الذمة تقبل على بعض، نقلها حنبل، وخطأه الخلال في نقله، قال أبو بكر عبد العزيز: هذا غلط لا شك فيه، قال أبو حفص البرمكي: تقبل شهادة السبي بعضهم على بعض إذا ادعى أحدهم أن الآخر أخوه، والمذهب: الأول، والظاهر: غلط من روى خلاف ذلك، قاله المصنف، والشارح، واختار رواية قبول شهادة بعضهم على بعض: الشيخ تقي الدين - رحمه الله -.....».
ولنا أن رواية حنبل ثابتة عن الإمام أحمد رضي الله عنه .
والأدلة على ذلك :
1.أن علماء المذهب تلقوها بالقبول ونقلوها كابرًا عن كابر في مصنفاتهم العقدية ، منذ عصر الإمام إلى يومنا هذا ولم يخالف في ذلك سوى تقي الدين .
2.لم ينتقد أحد من علماء المذهب رواية حنبل بالخصوص أو أولها ، لاسيما وقد ذكرنا أمثلة على دقة وأمانة علماء المذهب في النقل والنقد .
فساد تأويل من أولها :
أما فساد تأويل شيخ الإسلام لهذه الرواية فهو واضح جلي بيّن حيث قال :ولا كيف ولا معنى - أي لا نكيفها ولا نحرفها بالتأويل، فنقول: معناها كذا - ولا نرد منها شيئاً .
فهو شرح لعبارة دون تصريح للإمام في رواية أخرى بين خلافها ، وما يدل على قولي هذا هو تواتر نقل هذه الرواية عن أئمة المذهب من الخلال الى يومنا هذا . لاسيما وأن المذهب على مسألة تفويض المعنى ، وشيخ الإسلام تأولها على أصله أنه ( والراسخون في العلم معطوف على إلا الله).
أما القول بأن حنبل تفرد بها .فهذا قول من لايعلم عن المذهب شيئا .
فالرواية ليست مما تفرد به لأن الرواية نقلها غير حنبل كالمَرُّوْذِيُّ وغيره نقل مثلها عن الامام التي نقلها ابن بطة : قال المروذي قال أبو عبد الله رضي الله عنه :« ونحن نؤمن بالأحاديث في هذا ونقرها، ونمرها كما جاءت بلا كيف، ولا معنى إلا على ما وصف به نفسه تعالى، نسأل الله السلامة في الدنيا والآخرة، ونعوذ بالله من الزلل، والارتياب والشك إنه على كل شيء قدير ». الإبانة ( 7 / 58).
على ماتقدم ينبغي أن يعلم أن تقي الدين عالم من علماء المذهب وليس المذهب قد خالف المذهب في مسائل عقدية معلومة ، ومنها اثبات معاني الصفات الخبرية
وهو حبيبنا إلا أن الحق أحب الينا ، والمحافظة على المذهب أحب الينا _ ليس تعصبًا _ بل هو واجب على من انتسب لهذا المذهب أن يبين طريقته التي اعتمدها ايمة المذهب .
وكتب
فارس بن فالح الخزرجي
17 / 3 / 1443
23 / 10 / 2021
https://t.me/FarisAlKhazraji
525 viewsedited 16:42