2021-08-04 23:16:37
من أرشيف القناة:
حقيقة الراية في جهاد الدفع.
أولا : عليك ألا تهرول عبثا وألا تجري وراء سراب.
ثانيا : القتال تحت راية عصبية أو عمية وفي الجملة تحت راية جاهلية الأصل أنه ممنوع مطلقا.
ثالثا : القتال الذي محصلته ونتيجته أن تكون كلمة الذين كفروا العليا ممنوع مطلقا.
رابعا: إنما هي نفس واحدة فلابد أن تتأكد تماما وتطمئن حقيقة أنها ستذهب في سبيل الله حقا حقا.
الآن: ما معنى قول الفقهاء:
إنه لا يشترط في جهاد الدفع راية، بل يُقاتَل بمن حضر، وإن كان مخالفا في الدين.
الجواب: قطعا ليس المقصود بذلك الإذن بالقتال تحت راية عصبية أو عمية وفي الجملة تحت راية جاهلية فإن هذا كما تقدم ممنوع مطلقا.
ولكن المقصود أنه لا يجوز تعليق دفع العدو بوجود راية حق لها أمام وقائد، فليس هذا شرطا في جهاد الدفع وإنما هو في جهاد الطلب.
بمعنى أنه لا يجوز مطلقا القعود عن دفع الصائل بدعوى أنه لا راية ولا إمام، أو أن علينا أولا أن نوجد الإمام الذي يحمل الراية الحقة حتى نقوم معه بدفع العدو الصائل.
فإن ارتفعت راية طاغوتية فلا يجوز القتال تحتها مطلقا.
وكذلك من الخطأ الفادح قول من قال:
أما إن كان الناس أخلاطا وليس ثمة صفاء في المعتقد والسلوك فلا نقاتل، فإن هذا المعنى لاشك في بطلانه وضلال قائله وانحرافه عن سبيل المؤمنين.
هذا هو المعنى الصحيح لهذه المسألة، وليس كما يشغب به البعض بأنه يجوز أن نقاتل تحت راية طاغوتية لندفع طاغوتا آخر، ثم تكون الغلبة والمكاسب للطاغوت الجديد.
معاذ الله، كلا والله، فإن هذا من أبطل الباطل وأمحل المحال.
ولكن إن كان ثمة لنا راية حق بشوكة ظاهرة واستقلالية في اتخاذ القرار واقتطاع أرض للإسلام لا سلطان للطاغوت عليها البتة فوقع تحالف مع كفار برايتهم المستقلة التي لا تأثير لها علينا لقتال عدو ثالث صائل فلا حرج.
على أن هذا حقيقة ضرب من الخيال، وطيف من الأحلام في واقعنا المعايش اليوم.
بل في واقعنا اليوم الكفة الراجحة والغلبة الظاهرة ستكون للطاغوت الجديد، بصيال جديد على الدين، وإن اختلفت الدعاوى والمؤثرات.
والمخرج في هذا كله هو في قتال وحرب العصابات، والكر والفر والإثخان بالعمليات النوعية، حتى لا يقرر للطواغيت كلهم قرار، ولا يتمكنون مِن اتخاذ قرار، بل نحن الذين نحدد الزمان والمكان والنوع والأعيان.
والله المستعان وعليه التكلان.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
والله تعالى هو نعم المولى ونعم النصير.
وأخيرا أقول:
لا للقعود ولا لخدمة الطاغوت.
809 viewsedited 20:16