2022-06-17 21:37:00
رأي العلّامة الطباطبائي (رض) حول مقاصد القرآن
ذكرنا في المنشور السابق في "البحث القرآني" رأي صدر المتألّهين (رض) في كتابي "أسرار الآيات" و "مفاتيح الغيب"
أمّا العلّامة محمد حسين الطباطبائي (رض) فهو يقول في كتاب "القرآن في الإسلام":
"أنّ القرآن الكريم... وَضَعَ مناهج الحياة للإنسان كما يلي:
جَعَلَ أساسَ المنهج على "معرفة الله تعالى" وجَعَلَ الاعتقاد بوحدانيّته أوّل الأصول الدينية، ومن طريق معرفة الله دلّهُ عل "المعاد" والاعتقاد بيوم القيامة، الذي يُجازى فيه المُحسن بإحسانه والمسيء بإساءته وجعله أصلاً ثانياً، ثمّ من طريق الاعتقاد بالمعاد دلّهُ عل "معرفة النبي" لأنّ الجزاء على الأعمال لا يُمكن إلا بعد معرفة الطاعة والمعصية والحَسَن والسيء، ولا تتأتى هذه المعرفة إلا من طريق الوحي والنبوة... وجَعَلَ هذا أصلا ثالثاً.
واعتبر القرآن هذه الأصول الثلاثة -الاعتقاد بالتوحيد والنبوّة والمعاد- أصول الدين الإسلامي.
وبعد هذا بَيَّنَ أصول الأخلاق المرضيّة والصفات الحَسَنة التي تُناسب الأصول الثلاثة، والتي لا بدّ أن يتحلّى بها كلّ انسان مؤمن، ثمّ شرّع له القوانين العمليّة التي تضمن سعادته الحقيقيّة وتُنمّي فيه الأخلاق الطيّبة، والعوامل الي توصله الى العقائد الحقّة والأصول الأوليّة...
(بيّنَ العلّامة بعد ذلك ارتباط "الأخلاق" بـ "الأعمال" وارتباط "الأخلاق" بـ "العقائد")
ونتيجة القول: أنّ القرآن الكريم يحتوي على منابع أصول الإسلام الثلاثة كما يلي:
أصول العقائد: وهي تنقسم إلى أصول الدين الثلاثة: التوحيد والنبوّة والمعاد، وعقائد متفرّعة عنها كاللوح والقلم والقضاء والقدر والملائكة والعرش والكرسي وخلق السماوات والأرضين وأشباهها.
الأخلاق المرضيّة
الأحكام الشرعيّة والقوانين العمليّة التي بيّن القرآن أسسها وأوكل بيان تفاصيلها إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وجعل النبي بيان أهل بيته عليهم السلام بمنزلة بيانه كما يُعرف ذلك من حديث الثقلين المتواتر نقله عن السُنّة والشيعة."
وفي مقدّمة تفسير "الميزان" قسّم العلّامة (رض) معارف القرآن بشكل لا يتنافى مع التقسيم المذكور، تجدونه في الصورة المرفقة لعدم إطالة المنشور.
#بحثُ التدبّر في القرآن الكريم
104 views18:37