2021-07-25 21:49:09
#تابع / نتائج الالتزام بمنهج أهل السنة والجماعة في تقرير مسائل الاعتقاد
النتيجة.السابعة.عشرة.tt الشك والحيرة والضياع مصير المخالف مخالفة هذا المنهج أورثت المخالفين شكًّا وحيرة وضياعا :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وقد بلغني بإسناد متصل عن بعض رؤوسهم وهو الحونجي صاحب (كشف الأسرار في المنطق) ، وهو عند كثير منهم غاية في هذا الفن ، أنه قال عند الموت : أموت وما علمت شيئا إلا أن الممكن يفتقر إلى الواجب. ثم قال : الافتقار وصف عدمي ، أموت وما علمت شيئا).
●
وقال رحمه الله : (حدثني من قرأ على ابن واصل الحموي أنه قال : أبيت بالليل ، وأستلقي على ظهري ، وأضع الملحفة على وجهي وأبيت أقابل أدلة هؤلاء بأدلة هؤلاء وبالعكس ، وأصبح وما ترجح عندي شيء).
وقال آخر : (بت البارحة أفكر إلى الصباح في دليل على التوحيد سالم عن المعارض فما وجدته).
وهذا الفخر الرازي يقول : نهاية إقدام العقول عقال **
وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا **
وحاصل دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا **
سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
︎وهذا الشهرستاني يصف حال المتكلمين في قوله :
لقد طفت في تلك المعاهد كلها **
وسيرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضعا كف حائر **
على ذقن أو قارعا سن نادم
وقال ابن أبي الحديد المعتزلي المتشيع يصف حاله وحال إخوانه من المتكلمين :
فيك يا أغلوطة الفكر **
حار أمري وانقض عمرى
سافرت فيك العقول فما **
ربحت إلا أذى السفر
فلحي الله الألى زعموا **
أنك المعروف بالنظر
كذبوا إن الذي ذكروا **
خارج عن قوة البشر
قال ابن تيمية : ومن علم أن المتكلمين من المتفلسفة وغيرهم في الغالب : {إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ} [ الذاريات: 8 - 9] يعلم الذكي منهم والعاقل : أنه ليس هو فيما يقوله على بصيرة ، وأن حجته ليست ببينة ، وإنما هي كما قيل فيها :
حجج تهافت كالزجاج تخالها **
حقا وكل كاسر مكسور
ويعلم العليم البصير أنهم من وجه مستحقون ما قاله الشافعي رضي الله عنه حيث قال : (حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال ، ويطاف بهم في القبائل والعشائر ، ويقال : هذا جزاء من أعرض عن الكتاب والسنة وأقبل على الكلام).
ومن وجه آخر إذا نظرت إليهم بعين القدر – والحيرة مسئولية عليهم ، والشيطان مستحوذ عليهم – رحمتهم وترفقت بهم ؛ أوتوا ذكاء وما أوتوا زكاء ، وأعطوا فهوما وما أعطوا علوما ، وأعطوا سمعا وأبصارا وأفئدة {فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصَارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون} [ الأحقاف: 26]. ومن كان عليما بهذه الأمور : تبين له بذلك حذق السلف وعلمهم وخبرتهم حيث حذروا عن الكلام ونهوا عنه ، وذموا أهله وعابوهم ، وعلم أن من ابتغى الهدى في غير الكتاب والسنة لم يزدد من الله إلا بُعدًا).
ولهذا من أدركته رحمة الله تعالى منهم خرج عن ذلك ورجع إلى طريقة السلف وأوصى بذلك :●
روى الخطيب البغدادي بسنده إلى أحمد بن سنان أنه قال : (كان الوليد الكرابيسي خالي ، فلما حضرته الوفاة قال لبنيه : تعلمون أحدا أعلم بالكلام مني؟ قالوا : لا. قال : فتتهمونني؟ قالوا : لا. قال : فإني أوصيكم أتقبلون؟ قالوا : نعم. قال : عليكم بما عليه أصحاب الحديث فإني رأيت الحق معهم) قال أبو بكر بن الأشعث : (كان أعرف الناس بالكلام بعد حفص الفرد الكرابيسي).
●
وقد سئل الإمام أحمد عنه وما أظهر : فكلح وجهه ثم قال : (إنما جاء بلاؤهم من هذه الكتب التي وضعوها ، تركوا آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأقبلوا على هذه الكتب).
︎
وقال أبو المعالي الجويني : (لقد جلت أهل الإسلام جولة وعلومهم ، وركبت البحر الأعظم ، وغصت في الذي نهوا عنه ، كل ذلك في طلب الحق وهربا من التقليد ، والآن فقد رجعت عن الكل إلى كلمة الحق ، عليكم بدين العجائز ، فإن لم يدركني الحق بلطيف بره فأموت على دين العجائز ، ويختم عاقبة أمري عند الرحيل بكلمة الإخلاص ، فالويل لابن الجويني) وكان يقول لأصحابه : (يا أصحابنا لا تنشغلوا بالكلام ، فلو عرفت أن الكلام يبلغ في ما بلغ ما تشاغلت به).
#الموسوعـة_الـعـقـدية https://dorar.net/aqadia/227
52 views18:49