2022-02-18 15:29:48
#
تابع / فطريَّةُ الإقرارِ برُبوبيَّةِ اللهِ وقال الشهرستانيُّ : (إنَّ الفِطَرَ السَّليمةَ الإنسانيَّةَ
شَهِدَت بضرورةِ فِطرَتِها وبديهةِ فِكرتِها على صانعٍ حكيمٍ عالمٍ قديرٍ : {أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} [إبراهيم: 10] ، {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} [الزخرف: 9] ،
وإن هم غفلوا عن هذه الفطرة في حال السَّرَّاءِ فلا شَكَّ أنَّهم يلوذون إليه في حالِ الضَّرَّاءِ ، {دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [يونس: 22] ، {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ} [الإسراء: 67] ؛
ولهذا لم يَرِدِ التكليفُ بمعرفةِ وُجودِ الصَّانعِ ، وإنَّما ورد بمعرفةِ التوحيدِ ونَفْيِ الشَّريكِ : ((أُمِرْتُ أن أقاتِلَ النَّاسَ حتى يقولوا: لا إلهَ إلَّا اللهُ )) ؛
ولهذا جَعَل محَلَّ النِّزاعِ بين الرُّسُلِ وبين الخَلقِ في التوحيدِ {ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا} [غافر: 12]).
وقال ابنُ تيميَّةَ : (لَمَّا كان الإقرارُ بالصَّانِعِ فِطريًّا ،
فإنَّ الفِطرةَ تتضَمَّنُ الإقرارَ باللهِ والإنابةَ إليه ، وهو معنى لا إلهَ إلَّا اللهُ ، فإنَّ الإلهَ هو الذي يُعرَفُ ويُعبَدُ ، ولم يَذكُرِ اللهُ جُحودَ الصَّانِعِ إلَّا عن فِرعَونِ موسى ؛ فإنَّ جُحودَ الصَّانِعِ لم يكُنْ دِينًا غالِبًا على أمَّةٍ مِنَ الأُمَمِ قَطُّ ، وإنَّما كان دِينُ الكُفَّارِ الخارِجينَ عن الرِّسالةِ هو الإشراكَ).
وقال ابنُ عاشور في تفسيرِ قَولِه تعالى : {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا...} [الأنبياء: 22] :
(هذه الآيةُ استدِلالٌ على استِحالةِ وُجودِ آلهةٍ غيرِ اللهِ بَعْدَ خَلْقِ السَّمَواتِ والأرضِ ؛
لأنَّ المُشرِكين لم يكونوا يُنكِرون أنَّ اللهَ هو خالِقُ السَّمَواتِ والأرضِ ؛ قال تعالى : {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [الزمر: 38] ، وقال تعالى : {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} في سورة [الزخرف: 9] ؛
فهي مَسوقةٌ لإثباتِ الوَحدانيَّةِ لا لإثباتِ وُجودِ الصَّانِعِ ؛ إذ لا نزاعَ فيه عند المخاطَبينَ ، ولا لإثباتِ انفرادِه بالخَلْقِ ؛ إذ لا نزاعَ فيه كذلك).
#الموسوعـة_الـعـقـدية https://dorar.net/aqeeda/210
69 views12:29